الجنوب والثورة الجديدة
رأي المشهد العربي
أحدث اتفاق الرياض والمضي قدمًا في تنفيذ بنوده، زخمًا كبيرًا في مجريات القضية الجنوبية، فيما يتعلق بما يجب على القيادة السياسية فعله في الفترة المقبلة.
المجلس الانتقالي تمكّن من أن يضع الجنوب طرفًا رئيسيًّا وفاعلًا على طاولة الحل السياسي، وأصبح شريكًا في اتخاذ القرار ومشاركًا بشكل رئيسي في حكومة المناصفة، لكن هذا ليس نهاية المطاف.
الجنوبيون يريدون في هذه المرحلة الشعور بتغييرات جذرية على الأرض، دون الاكتفاء بما يتم إنجازه في سير القيادة السياسية نحو تحقيق حلم شعبها المتمثّل في استعادة الدولة وفك الارتباط.
إحداث هذه الثورة الشاملة أمرٌ يرتبط بإجراء ثورة تصحيحية شاملة، تقضي على حالة الترهل التي تعاني منها العديد من مؤسسات الجنوب، وذلك من أجل تحسين الوضع الإداري للجنوب بشكل كامل.
إجراء هذه العملية التصحيحية التي تنسف حالات الترهل أمرٌ يفوّت الفرصة على الكثيرين من أعداء الجنوب، الذين يسعون ليل نهار لإحراق أراضيه بنيران الفوضى والعبث المعيشي والمجتمعي.
الجنوب في حاجة ماسة لهذه الثورة التصحيحية من أجل إحداث تغييرات جذرية في حياة المواطنين، بعدما تفاقمت صنوف المعاناة كثيرًا، وهو أمر مصحوب بمؤامرة خبيثة شنّتها السلطات الإخوانية المحتلة على أكثر من محافظة جنوبية، وقد عملت هذه السلطات الإرهابية على صناعة الأزمات والأعباء على الجنوبيين بشكل كبير.
المجلس الانتقالي إذا ما نجح في هذه المهمة التي حتمًا ستكون شاقة، فإنّه يكون قد حقّق مطلبًا ملحًا لمواطنيه الذين يحلمون بحياة آمنة ومستقرة تتضمّن توفير متطلبات الحياة اليومية والضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال.