الحوثي وقصف المجمعات.. القلق وحده لا يكفي
يبدو أنّ مجمع أخوان ثابت يظل هدفًا متواصلًا يستهدف إرهاب المليشيات الحوثية التي شنّت الكثير من الجرائم الغادرة ضد المجمع وذلك من أجل تعطيله عن العمل، وبالتالي تعقيد الأوضاع الإنسانية.
ففي هجومٍ جديد يُضاف إلى سلسلة طويلة من الهجمات الحوثية الغادرة، فقد شنّت المليشيات هجومًا جديدًا على مجمع إخوان ثابت الصناعي في محافظة الحديدة، وهو ما أثار قلق بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها).
البعثة الأممية قالت في بيان، إنّ الهجمات تؤثر على سبل العيش وتقوض حماية المدنيين، ودعت أطراف النزاع إلى الالتزام بشروط اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في ديسمبر 2018
الهجوم الحوثي وهو يثير قلقًا أمميًّا، إلا أنّه في واقع الحال لا يثير أي استغراب، وذلك بالنظر إلى أنّ المليشيات الموالية لإيران تملك باعًا طويلة في ارتكاب مثل هذه الجرائم الغادرة التي تُكبّد السكان كلفة معيشية شديدة الفظاعة.
وتسعى المليشيات إلى تعطيل المجمعات التجارية وإخراجها عن العمل ضمن إرهابٍ يرمي أيضًا إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية على الأرض، وهو ما يُكبّد السكان كلفة معيشية مرعبة، توثِّقها العديد من التقارير الأممية.
وتوثّق العديد من التقارير الأممية الأوضاع الإنسانية المرعبة الناجمة عن مثل هذه الاعتداءات والجرائم الحوثية، ولعل أبشعها تفشي حالة الفقر بشكل مرعب، وافتقاد أعداد ضخمة من السكان القدرة على الحصول على الغذاء بشكل آمن ومستقر.
وفيما تتحمّل المليشيات الحوثية مسؤولية مباشرة عن هذا الوضع المرعب، فإنّ المجتمع الدولي لا يجب أن يقتصر على سياسة الإعراب عن القلق، كما حدث في البيان الصادر عن بعثة (أونمها) الأممية التي تراقب اتفاق وقف إطلاق النار.
بعثة (أونمها) يُفترض أنّها تتولى مهمة رقابية، وبالتالي فإنّ الاقتصار ببيانات الإدانة والإعراب عن القلق أمرٌ لا يجب أن يستمر كثيرًا، بالنظر إلى أنّ هذا الأمر قد يُمثّل رخصة تمنحها الأمم المتحدة للمليشيات الحوثية للتمادي في إرهابها الفظيع.
في الوقت نفسه، فإنّ المجتمع الدولي مطالبٌ بالعمل على وجه السرعة على تكثيف العمل الإغاثي لدعم السكان الذين تضرّروا بشكل غير مسبوق من جرّاء الإرهاب الحوثي الذي تخطّى كل الخطوط الحمر، لكن الأهم في هذا الجانب هو ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها حتى لا يطالها النهب الحوثي الخبيث.