حريق السوق السوداء للنفط الحوثي.. انقلب السحر على الساحر
فيما أرادت المليشيات الحوثية أن تزيد أوجاع الناس عبر خطوة إجرامية اعتادت على ارتكابها، إلا أنّ ارتد في وجهها كانقلاب السحر على الساحر.
الحديث عن واقعة اندلاع حريق هائل بسوق سوداء لبيع المشتقات النفطية، بشارع تعز في محافظة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.
"المشهد العربي" علم من مصادر محلية أنَّ الحريق اندلع بالقرب من المركز الثقافي، مشيرة إلى أن ألسنة اللهب والأدخنة المتصاعدة بالمنطقة تحجب الرؤية، في إشارة لضخامة الحريق.
هذه الحادثة التي كبّدت الحوثيين خسائر ضخمة للغاية، جاءت في وقتٍ حاولت فيه المليشيات تكبيد السكان مزيدًا من الأعباء عبر صناعة سوق سوداء يتم فيها بيع المشتقات النفطية بأسعار مرتفعة.
ودائمًا ما تشهر المليشيات الحوثية سلاح الأزمات النفطية في وجه السكان، إدراكًا منها لدور مثل هذه الأزمات في تكبيد السكان أثمان فادحة من المعاناة الإنسانية، استنادًا إلى ارتباط المشتقات النفطية بقطاعات الحياة الضرورية.
في الوقت نفسه، فإنّ المليشيات الحوثية تستخدم دائمًا ورقة أزمات المشتقات النفطية "التي تصنعها بشكل متعمد" في المزايدة السياسية والإعلامية بالوضع الإنساني، والتحايل على آلية دخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة.
الدليل على ذلك أنّه من الملاحظ أن المشتقات النفطية تصل بشكل منتظم إلى ميناء الحديدة، غير أنَّ القيادات الحوثية الفاسدة تعيق تدفق الشحنات إلى صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات، ضمن تجارة سوداء تدر على قيادات هذا الفصيل الإرهابي مكاسب ضخمة.
ولعل ما يساهم الحوثيين في إنجاح هذا المخطط هو أنّ المليشيات استطاعت طوال الفترات الماضية، أن تفرض سيطرة مُحكمة على آليات سوق النفط وآليات استيراد المشتقات النفطية، مع سحب كميات الديزل والبترول إلى جانب الغاز المنزلي من المحطات الرسمية، وبيعها بأسعار مضاعفة في السوق السوداء التي تشكل أحد أهم مصادر تمويل مجهودها الحربي وثراء القيادات والمشرفين التابعين لها.