متى تتجه قوات الجيش صوب صنعاء؟

الاثنين 4 يناير 2021 18:00:00
متى تتجه قوات الجيش صوب صنعاء؟

رأي المشهد العربي

هذا السؤال يطرح نفسه بشدة في هذا التوقيت نظرًا لحدوث جملة من المتغيرات على أرض الواقع، على رأسها تشكيل حكومة المناصفة بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، إلى جانب تصاعد هيمنة إيران على صنعاء وإشرافها المباشر على إحياء المليشيات الحوثية ذكرى مقتل الإرهابي قاسم سليماني، إلى جانب التهديدات الحوثية للحكومة الجديدة بفعل وجودها في محافظة تعز بالتنسيق مع مليشيات الإخوان الإرهابية.

لابد من إدخال تعديلات سريعة على عقيدة قوات الجيش التي تؤمن بمعاداة الجنوب وليس لديها رغبة في مواجهة المليشيات الحوثية التي تنطلق عملياتها الإرهابية من صنعاء، تحديدًا بعد أن عمدت مليشيات الإخوان على تغيير التركيبة العسكرية لقوات الجيش على مدار السنوات الماضية، في ظل وجود جنرال الإرهاب المدعو علي محسن الأحمر على رأس القيادة الفعلية لقوات الجيش إلى جانب وزير الدفاع اليمني المدعو محمد علي المقدشي الذي صرح من قبل بعدم نية قواته تحرير صنعاء.

تتشكل قوات الجيش حاليًا من التنظيمات الإرهابية المتحالفة مع المليشيات الحوثية، وكذلك بعض المدنيين المحسوبين على تنظيم الإخوان والذين ليس لديهم خبرات عسكرية ويدينون بالولاء أيضًا إلى قطر وحليفتها إيران، إلى جانب بعض المرتزقة الذين جرى تدريبهم في معسكرات تفريخ الإرهابيين في تعز وشبوة.

سيكون على التحالف العربي مهمة صعبة لتغيير الوضع القائم حاليًا من أجل إنجاح اتفاق الرياض بشقيه العسكري والسياسي، لكن بقاء الوضع على ما هو عليه الآن سيكون مهددًا لنجاح حكومة المناصفة بل ويشكل تهديدًا مباشرًا لأي حل سياسي مستقبلي طالما أنه لم يكن هناك ضغوطا عسكرية على المليشيات الحوثية تُرغمها على اللجوء لطاولة المفاوضات مجددًا والالتزام بما سيجري التوافق حوله.

يمكن القول بأن المهمة الأصعب تتمثل الآن في كيفية توجيه سلاح قوات الجيش باتجاه المليشيات الحوثية وليس باتجاه القوات الجنوبية أو التحالف العربي ولعل ما يجري من حوادث متفرقة، وآخرها وقوع انفجار في مدينة شقرة بمحافظة أبين، مساء أمس الأحد، يشكل تهديدًا مباشرًا للوضع القائم في ظل حاجة حكومة المناصفة إلى أجواء هادئة عسكريًا تساعدها على إنجاز مهامها.

كما أن تصويب سلاح قوات الجيش سيكون أمرًا ملحًا من أجل تفرغ القوات المسلحة الجنوبية لمواجهة تصعيد المليشيات الحوثية في جبهة الضالع، والتي يبدو أنها تسعى لإشعال هذه الجبهة مجددًا بما يؤثر على استقرار الجنوب في هذه المرحلة السياسية الدقيقة.