الإفلات من العقاب.. سياسة حوثية سرطانية تنهش في عظام سكان إب
تواصل المليشيات الحوثية غرس ثقافة الإفلات من العقاب، ضمن استهداف المباشر والصريح بحياة المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ففي محافظة إب، التي تعتبر من بين أكثر المناطق التي تكبّدت كلفة باهظة من جرّاء خضوعها لسيطرة الحوثيين، فقد عاود الحديث عن قضية الطفل إدريس الذي تعرض لبتر بعضوه الذكري على يد فني تخدير، وقد هرب أحد المتهمين في القضية.
وفي التفاصيل، فقد هرب هرب مدير مكتب الصحة بمديرية فرع العدين في محافظة إب المدعو عبد الغني علي غالب، وشقيقه، بعد صدور أمر من النيابة بالإحضار القهري، على ذمة قضية الطفل إدريس المعروفة بواقعة الإهمال الطبي.
مصادر حقوقية كشفت أنَّ المتهم استبق هروبه بشكوى كيدية قدمها لأمن الظهار، ضد الجنود المكلفين بإحضاره، وعم الطفل محمد إدريس، مشيرة إلى أنه زعم في شكواه تعديهم على بيته.
هروب هذا المتهم الذي يتحرك بأوامر حوثية يندرج في إطار غرس المليشيات لسياسة الإفلات من العقاب، بما يمثّل سببًا رئيسيًّا ومباشرًا في تصاعد مثل هذه الحالات من الإهمال الحاد والفظيع الذي يتحمّل كلفته السكان في المقام الأول.
الدليل الأكثر واضحًا على تواطؤ الحوثيين في هذا الصدد، أنّ المليشيات تباطئت في أمر القبض على هذا المتهم، حتى أتيحت له فرصة الهروب من المساءلة ومن ثم المحاكمة على هذه الجريمة.
هروب مسؤول الصحة جاء بعد إصدار النيابة أمرًا بالإحضار القهري بحق سليمان علي غالب، الذي تعهد إحضار شقيقه مدير الصحة بمديرية فرع العدين "عبدالمغني".
اللافت أنّ هذا القرار كان قد صدر بعد ضغط شعبي، واتهامات للنيابة الجزائية في إب بالتواطؤ مع مليشيا الحوثي الإرهابية لإغلاق ملف القضية، بالتقاعس عن ملاحقة الجناة.
يمكن القول إنّ ما يقدم على ارتكابه الحوثيون في هذا الصدد، يندرج في إطار مساعي الميشيات من أجل إهدار حق الطفل الضحية، من خلال لولي فساد كوّنه وزير الصحة في حكومة المليشيات "غير المعترف بها".
ويمكن القول إنّ المليشيات الحوثية تسعى لغرس سياسة الإفلات من العقاب لتكون ضمانًا لتفشي التردي الخدمي والمعيشي في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وهو ما يضاعف الأعباء على السكان بشكل كبير.
معاناة سكان إب لا تقتصر على الوضع الصحي، لكن كافة قطاعات الحياة الحيوية تشهد ترديًّا واسع النطاق صنعه الإهمال الحوثي المتعمد في محاولة خبيثة لتكبيد السكان المزيد من الأعباء وهو ما يدر بدوره المزيد من المكاسب على الحوثيين.