مصالحة الخليج ودعوات الانتقالي.. نحو جنوب آمن وإقليم مستقر
بعثت المصالحة الخليجية التي تمّ التوصّل إليها خلال قمة العلا بالمملكة العربية السعودية بالكثير من الآمال دفعًا نحو تخليص المنطقة برمتها من إرهاب الإخوان.
القيادة الجنوبية ممثلة في المجلس الانتقالي، تعاطت مع هذه الخطوة من منطلق قومي عربي بشكل كامل، حيث دعا المجلس لضرورة الاستفادة القصوى من التقارب الخليجي والعربي لتوحيد الجهود لمجابهة مختلف التحديات الأمنية وعلى رأسها التهديدات الإيرانية المتمثلة في مليشيا الحوثي، وكذلك جماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بهما.
المجلس الانتقالي قال إنّ السلام والاستقرار يستوجب موقفًا حازمًا ومشتركًا يتصدى لمشروعات التمدد الإيراني، وتغول جماعات الإرهاب والتطرف، علاوة على التحديات الاقتصادية والإنسانية الراهنة.
بيان "الانتقالي" يمكن النظر إليه بأنه يدق ناقوسًا مهمًا حول ضرورة استغلال هذا الحراك السياسي المهم دفعًا لقطع الأذرع الإرهابية التي تمادى حجم تطرفها بشكل كبير في الفترة الماضية.
ويمكن القول إنّ إجبار النظام القطري على وقف الدعم الذي يقدّمه لتنظيمات إرهابية مثل الإخوان والحوثيين، سيكون خطوة شديدة الأهمية ضمن الجهود الدؤوبة الساعية إلى إحداث استقرار كامل في المنطقة برمتها.
دعوة "الانتقالي" للاستفادة من هذا الحراك يمكن القول إنّها ستُحصّن الجنوب من خطر كبير يمثّله حزب الإصلاح الإخواني ضد الجنوب وشعبه وقيادته من خلال زرع العراقيل أمام تمكن الجنوب من تحقيق حلم شعبه المتمثّل في استعادة الدولة وفك الارتباط.
المرحلة الراهنة يمكن وصفها بأنّها ستكون "مرحلة المراقبة"، بما يعني العمل على متابعة سياسات النظام القطري في المرحلة المقبلة، وهل ستعدّل الدوحة من قراراتها فيما يتعلق بعلاقاتها مع الحوثيين والإخوان على وجه التحديد.
صحيحٌ أنّ وقف دعم قطر للإرهاب ذي الوجهين الحوثي والإخواني يحمل أهمية كبيرة فيما يخص تحقيق أمن الجنوب، فإنّ المنطقة بأكملها ستتربح من هذا الأمر بالنظر إلى أنّ حالة الاستقرار التي يمكن أن يحقّقها تفكيك الدعم المالي والتسليحي التي تحصل عليه الجماعات الإرهابية.