العلاقة الخاطئة

كنت قد كتبتُ منشوراً قبل الأزمة بين الدول الأربع وقطر - بأشهر عديدة  في المنشور - وجهت تحذيراً للأشقاء  في السعودية أن هناك  دول عربية وغير عربية خططت لإدخال  التحالف في حرب استنزاف  طويلة الأمد  وتحويل  الحرب إلى الحدود السعودية ، وبالفعل نجحت قطر في تحقيق ما أرادت عبر  حلفائها في الداخل  حلفاء التحالف في عاصفة الحزم .

 وهذا ليس تخميناً بل تؤكده الوقائع على الأرض  والاستراتيجية العسكرية  ، من غير المعقول أن تظل الحرب بعد ثلاثة أعوام تراوح مكانها في كل الجبهات الشمالية! .

وبعد استفحال الأزمة بين قطر ودول التحالف ، وبالتحديد السعودية والإمارات  ، جاء الدور على المناطق الجنوبية المحررة  في كيفية  إبعاد دول التحالف من السيطرة عليها ، وبدأ هذا المخطط عبر تجييش الإعلام الموالي للشرعية  بشن حملات إعلامية غير مسبوقة على التحالف والجنوبيين ، وتمكنت قطر بواسطة أذرعها بإبعاد كل الجنوبيين المواليين للتحالف من السلطة ، ثم عملت على تمكين قيادات موالية لقطر ولو بطرق غير مباشرة .

السعودية لم تنتبه لما كان يحصل في الجنوب ، وظلت تستقبل  تقارير خاطئة  تحول الإعلام الشرعي إلى الجنوب بشكل متواصل وغير مسبوق ، وهذه المرة مهاجمة القوات الجنوبية  التي دربتها  دول التحالف واختلاق قضية المعتقلين إلى درجة أن المتتبع يظن أن الحرب في الشمال قد انتهت  كل هذا الضغط الحاصل في الجنوب هو لتمرير المشروع القطري، واستطاع الإصلاح أن يضع قيادات جنوبية تتصدر هذه المواجهة   ، ولكن هنا تنبهت السعودية لما يدور في عدن  ، وفي أحد الأيام قال ضابط سعودي: "المناطق الجنوبية تحررت ، والحرب من المفترض أن تكرس على الحوثيين في شمال اليمن ، ولماذا هناك محاولات لخلق صراع في المناطق المحررة؟ ولصالح من ؟".

كل تلك الأسئلة التي طرحها الضابط السعودي أعتقد بحسب معلوماتي وجد كل أجوبتها .

اليوم السعودية تضرب ونهم  تتراجع ، وكل تركيز الشرعية على الجنوب ، هل لما يحصل تفسير آخر؟!.

تحدَّث إعلام الشرعية عن انتصارات في الجبهات الشمالية  ثم تتفاجأ بصواريخ الحوثي وسقوط معظم المواقع في نهم ، ثم يلحقه هجوم إعلامي في قناة الجزيرة ومحليون موالون للإصلاح  يستهدف السعودية .

ابتزاز التحالف من قبل الإصلاح باسم شرعية هادي  بورقة الجنوب ، هي الورقة الأخيرة التي تختم خيوط المؤامرة .

ولكن ينبغي على شرعية الإصلاح أن تعي أن الجنوب لن يسلم لكم ، وكل هذا الضخ الإعلامي العالمي لن يوصلكم  إلى شيء ، والأوراق الأخرى التي تلعبون بها في الجنوب سترتدّ عليكم .

وبالله الحول والقول..