صعوبات الحل السياسي.. اعتراف جريفيث الذي لن يتحمله أحد
أحدث اعتراف المبعوث الأممي مارتن جريفيث بصعوبات مفاوضات الحل السياسي صدمةً كبيرة، بعدما علقت كثير من الآمال على الزخم الكبير الذي حدث طوال الفترة الماضية بغية تحقيق السلام.
اعتراف جريفيث ورد خلال كلمته في جلسة مجلس الأمن التي ناقشت مستجدات الأزمة سياسيًّا وعسكريًّا وإنسانيًّا، وقد أكّد المبعوث أنّ المفاوضات حول الإعلان المشترك صعبة للغاية، مقترحًا تقسيمها إلى أجزاء.
وأفاد المبعوث الأممي بموافقته على تجزئة التدابير المقترحة سواء السياسية أو الإنسانية أو العسكري.
وشدّد جريفيث على أن استئناف العملية السياسية ليس مجرد التزام وإنما واجب، مؤكدًا أن التقدم في اتفاق الرياض يثبت إمكانية تحقيق السلام.
تصريحات جريفيث تأتي بعد زخم كبير حدث طوال الفترة الماضية فيما يتعلق بمجريات الحل السياسي، وتجلّى ذلك في الكشف عن توجه البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة "أونمها" لطرح اقتراح بإقامة منطقة منزوعة السلاح في خطوط التماس بالمدينة، علمًا بأنّ هذا المقترح لا يزال خطوة فردية، بدون التشاور مع الفريق الحكومي، بعد توقف المناقشات منذ شهور.
وكانت البعثة الأممية قد عقدت اجتماعات متتالية في صنعاء مع مليشيا الحوثي، لكنّها لم تطرح نتائجها على الجانب الحكومي الذي يرفض إعادة ممثليه إلى اللجنة المعنية بالإشراف على إعادة تنسيق انتشار القوات في مدينة الحديدة.
هذه التحركات أحدثت الكثير من الآمال حول إمكانية التوصّل إلى حل سياسي ملزم وشامل يُخمد لهيب الحرب، لكنّ حديث جريفيث عن الصعوبات ومقترح "التجزئة" ربما يمثّل صدمة بعدما انتظر ملايين السكان مسارًا سياسيًّا سلميًّا.
فقدان الأمم المتحدة للخيارات على هذا النحو هو أمرٌ يمكن إرجاعه إلى التعامل الرخو من قِبل المنظمة الدولية مع جرائم التصعيد التي ترتكبها المليشيات الحوثية وإصرارها على إطالة أمد الحرب، وهو ما عقّد من فرص إحلال السلام بشكل كبير.
وإذا ما أرادت الأمم المتحدة حلحلة سياسية جدية تُخمِد لهيب الحرب، فإنّها مطالبة باتخاذ مسارات تتضمّن ضغطًا ملزمًا وشاملًا على المليشيات الحوثية، بما يضمن التزام "الأخيرة" بأي مسارات توافقية يتم التوصّل إليها، يكون هدفها الرئيسي وقف الحرب عملًا على إزاحة أعبائها المرعبة عن السكان.
في المقابل، فإنّ استمرار الأمم المتحدة بهذا التعامل "الرخو" مع المليشيات سيكون بمثابة الرخصة التي تحصل عليها من المنظمة الدولية لتتمادى في إرهابها الغاشم، وهو ما يُكبّد السكان كلفة إنسانية مرعبة للغاية.