ميناء قنا.. دلالة على تصعيد إخواني متوقع ضد الجنوب
تشير دلالات تدشين مليشيات الإخوان الإرهابية لميناء "قنا" في محافظة شبوة على أن هناك تصعيدًا إخوانيًا متوقعًا ضد الجنوب ردا على تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل حكومة المناصفة، في ظل استمرار الحشد الإرهابي من مأرب إلى شبوة والتي شهدت انتهاكات متصاعدة ضد أبناء المحافظة خلال الأيام الماضية.
تسعى مليشيات الإخوان إلى استغلال الميناء الجديد في تلقي الدعم اللوجيستي القادم لها من الخارج وتسهيل مهمة قطر وتركيا اللتين تجدان صعوبات في عملية توصيل التمويل للعمليات الإرهابية، وبما يقلل من تكلفة نقل هذه الأموال، كما أن الميناء يفتح الباب أمام انخراط تلك القوى بشكل أكبر في الأزمة اليمنية، ، كما هو حال أنقرة التي تتواجد قواعدها العسكرية في سواحل الصومال على مرمى حجر من ميناء "قنا".
يبدو واضحا أن تركيا تسعى لأن يتحول ميناء قنا إلى محطة تدعم مصالحها في اليمن حال قررت الدخول بشكل أكبر في المعترك، وقد يكون الميناء وسيلة مشابهة لموانئ طرابلس ومصراتة، حيث توظفهما لصالح توصيل الدعم اللازم للمليشيات الإرهابية في الغرب الليبي، وهو أمر قابل للتكرار في شبوة مع هيمنة تنظيم الإخوان على المحافظة.
يرى مراقبون أن مليشيات الإخوان قد تُقدم على تصعيد عملياتها العسكرية ضد القوات المسلحة الجنوبية لتهميد الطريق أمام تواجد تركي أكبر في الأزمة اليمنية، وقد تضرب بهذا التصعيد عدة عصافير بحجر واحد لأنها سوف تضيف المزيد من المتاعب أمام حكومة المناصفة وسوف تُفرع اتفاق الرياض من مضمونه، كما أنها ستزيد الاحتقان ضدها في الجنوب ولن يكون من السهل التعامل بضبط نفس مع تصعيد من هذا النوع.
تعمل مليشيات الإخوان بشكل مستمر على تجاهل حكومة المناصفة للتأكيد على عدم اعترافها بها، وبالتالي فإنه تم تدشين هذا الميناء من قبل الإخوان مؤخرا في شبوة، من دون الرجوع إلى وزير النقل في الحكومة الجديدة أو تمرير قانون الموافقة على تشغيل الميناء عبر مجلس الوزراء، كما ينص “قانون الموانئ البحرية” الذي أصدره الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي في العام 2013.
وأكد الناشط السياسي نافع بن كليب أن افتتاح ما سمي ميناء قنا في محافظة شبوة، في غياب وزير النقل، يؤكد أنه ميناء تهريب لتمويل التنظيمات الإرهابية.
وأكد في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر تويتر، أن افتتاح الميناء: "دون علم وموافقة وزير النقل، ودون المقاييس التي تنطبق على الميناء، واضح المعالم أن ميناء قنا قاعدة للإخوان لتمويل التنظيمات الإرهابية والمليشيات الحوثية.
استنكر الكاتب الصحفي أسامة بن فائض إغلاق مليشيا الشرعية مطار الريان، رغم جاهزيته، وافتتاح ميناء بحري غير شرعي بلا تجهيزات، واعتبر الخطوة في أنها: "مهزلة ما بعدها مهزلة".
وأضاف في تغريدة على موقع التدوين "تويتر": "بشبوة تم دخول سفينة دون علم الوزير، ودون أن يكون الميناء فيه المعايير الدولية، ناهيك عن أنه غير شرعي!"، وأوضح أن: "مطار الريان بالمكلا، كونه ينقصه سيارتا إسعاف لم يقوموا بتشغيله، وأصبحت هيئة الطيران تقول إن هناك نواقص فنية بدلا من انتزاعها، إنه خبث الإخوان يا سادة".