إشارات غريفيث الخضراء للحوثيين تُشعل معارك الحديدة
تُعد الإحاطة الأخيرة للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إلى مجلس الأمن بمثابة إشارة خضراء للمليشيات الحوثية الإرهابية من أجل تصعيد إرهابها في محافظة الحديدة، إذ أن العناصر المدعومة من إيران وجدت من يساند جرائمها ويشجعها على التمادي فيها، وذلك بعد أن عبر غريفيث عن قلقة جراء قرار الولايات المتحدة الأميركية بتصنيفها تنظيمًا إرهابيًا، ما كان له انعكاساته المباشرة على إشعال معارك الحديدة.
تسبب المبعوث الأممي في أن تتخذ المليشيات الحوثية القرار الأميركي ذريعة للتهرب من جهود السلام، في حين أن القرار بالأساس يستهدف الضغط عليها لإرغامها على الجلوس على طاولة المفاوضات مجددا، لكن غريفيث وفر الحماية الكاملة للعناصر المدعومة من إيران بدلا من أن يقوم بدوره كطرف دولي راعٍ للسلام ويستهدف إنهاء الصراع الدائر منذ ست سنوات.
يرى مراقبون أن التصعيد الحوثي هو الأشرس منذ أشهر طويلة ماضية ولم يأت مباشرة بعد القرار الأميركي لكنه أخذ منحى تصاعديا يومي السبت والأحد، بعد ساعات قليلة من إحاطة المبعوث الأممي في مجلس الأمن، وهو ما يبرهن على أن طهران بنت استراتيجيتها التصعيدية على ما جاء في تلك الجلسة والتي خلت من توجيه اتهامات مباشرة للمليشيات الحوثية على جريمة تفجير مطار عدن.
وردت إيران على الهدية التي قدمها غريفيث إليها، إذ تلقت مليشيا الحوثي تعليمات إيرانية بالانفتاح الشكلي على مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن على خلفية القرار الأمريكي بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية.
وقال مصدر مطلع لـ "المشهد العربي" إن التعليمات الإيرانية نصت على الرد على اتصالات المبعوث الأممي، بعد أن كانت المليشيا قد تجاهلت في وقت سابق طلبات من غريفيث بزيارة صنعاء.
وأضاف المصدر أن تعليمات طهران، طالبت المليشيا الإرهابية باستغلال الاتصالات مع المبعوث الأممي لتكثيف الضغط من أجل التراجع عن القرار الأمريكي، وربط أي تقدم في الحلول السياسية وإيقاف الحرب بالتراجع عن هذا القرار.
وأشار إلى أن تلك التعليمات لم تحث المليشيا على تقديم تنازلات حول مسودة الإعلان المشترك المقدمة من المبعوث الأممي للحل السياسي الشامل في اليمن.
وكالعادة اكتفى الفريق أبهيجيت جوها رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، بالتعبير عن قلقه من وقوع العديد من القتلى والجرحى في قصف على مديرية الحوك بمحافظة الحديدة.
وأشار في بيان، مساء اليوم الاثنين، إلى تقارير تفيد بوقوع أعداد كبيرة من النساء والأطفال بين الضحايا، وأدان جوها جميع الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، واستهداف المدنيين، مطالبا باحترام القانون الإنساني الدولي، مشيرا إلى أن البعثة على اتصال بأطراف النزاع لإعادة إشراكهم من خلال آليات لضمان الالتزام بوقف إطلاق النار.
رصدت القوات المشتركة، 206 خروقات للهدنة الأممية، ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق المدنيين في مناطق متفرقة من الحديدة، وتنوعت بين عمليات قصف واستهداف وقنص على المناطق السكنية، والمواطنين في حيس والتحيتا والجبلية والدريهمي والجاح ومدينة الحديدة، واستخدمت المليشيات، الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ومنها قذائف الهاون، والمعدلات الرشاشة في عمليات الاستهداف.
قتلت القوات المشتركة، اليوم الاثنين، قياديًا حوثيًا ميدانيًا وسط عشرات من قتلى المليشيات الإرهابية في جبهة حيس، وأكد مصدر ميداني مقتل الإرهابي القيادي في مليشيا الحوثي المدعو أبو حرب، أحد أبرز قادتها الميدانيين في هجوم فاشل أحبطته القوات المشتركة شمال حيس.