تجار الحروب يشعلون صراع النفط خوفا من تضييق مسارات التمويل
في الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة الأميركية تصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًّا ذهبت مليشيات الإخوان في شبوة إلى الإعلان عن افتتاح ميناء قنا، وهو ما يؤكد أن هناك تحركات قادها تجار الحروب لضمان استمرار تمويل المليشيات الإرهابية في اليمن ( الحوثي والإخوان)، إذا ما تمكنت الإدارة الأميركية الجديدة من تضييق مسارات التمويل.
دفعت المليشيات الحوثية باتجاه غلق صنابير النفط إلى صنعاء بحثا عن رواج السوق السوداء التي تمكنها من بيعه إلى المواطنين بأضعاف أسعاره، وكذلك فإن مليشيات الإخوان تفعل الأمر ذاته في محافظة شبوة التي تعاني أزمة مشتقات نفطية في حين أنها بالأساس محافظة نفطية، وهو ما يبرهن على أن هناك أطرافا من مصلحتها شح الوقود للحصول على أكبر قدر من الأموال.
ودائما ما يعول تجار الحروب على عوائد المشتقات النفطية من أجل إطالة أمد الصراع أطول فترة ممكنة، ويعتبر النفط أكثر وسائل التمويل فاعلية لأن هناك حاجة محلية وخارجية للنفط باستمرار في حين أنه يشكل طريقا سهلا لوصول الدعم إلى العناصر الإرهابية خلال فترة زمنية وجيزة.
يبدو واضحا أن التنسيق بين المليشيات الحوثية ونظيرتها الإخوانية دفع إلى ضرورة تدشين ميناء جديد في محافظة شبوة النفطية بما يسهل من تهريب النفط إلى العناصر المدعومة من إيران حال تعرضت إلى أي تضييق خارجي من قبل الولايات المتحدة، وأرادت إيران تأمين عناصرها ضد أي احتمال لن يكون في صالحها.
قال الشاعر عبدالله الجعيدي إن تنظيم الإخوان الإرهابي لجأ إلى افتتاح ميناء قنا المشبوه في شبوة للالتفاف على حصار مهربي النفط في موانئ الجنوب، مشددا على أن محاصرة تجّار ومهربي النفط والحد من نفوذهم في معظم موانئ الجنوب دفعهم لافتتاح ميناء لهم في شبوة.
استهجن الكاتب الصحفي جمال العواضي تقنين محافظ شبوة الإخواني آلية تهريب النفط في ميناء قنا المشبوه، وأكد في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر تويتر، اليوم أنه: "في هذا المكان كانت القاطرات من مأرب وشبوة تضخ النفط عبر أنابيب بطريقة بدائية إلى سفن مجهولة على البحر ولا أحد يعلم كيف كانت تتم صفقات البيع".
وفي المقابل تفاقمت أزمة المشتقات النفطية في مدينة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي في ظل ازدهار السوق السوداء التي تريدها مافيا النفط الحوثية، وقلصت شركة النفط الخاضعة لسيطرة المليشيا المدعومة من إيران مخصصات محطات الوقود في صنعاء بشكل كبير.
وقال مصدر في الشركة بصنعاء لـ "المشهد العربي"، إن مليشيا الحوثي تواصل افتعال أزمة المشتقات النفطية رغم انتظام دخول السفن المحملة بالمشتقات النفطية إلى رصيف ميناء الحديدة.
وأضاف أن المليشيا الإرهابية تسعى للمزايدة بالأوضاع الإنسانية في مناطق سيطرتها سياسيًا وإعلاميًا بهدف الضغط لإلغاء الآلية المقررة لدخول السفن النفطية إلى ميناء الحديدة.
في غضون ذلك، كشف سائقو مركبات في صنعاء لـ "المشهد العربي"، عن ارتفاع سعر دبة البنزين (20 لترًا)، إلى 16 ألف ريال اليوم الاثنين، مقابل 12 ألفًا، يوم أمس، و10 آلاف ريال الأسبوع الماضي.
وتتحكم قيادات حوثية نافذة بإمدادات السوق السوداء للمشتقات النفطية، وتتقاسم النفوذ على تلك الأسواق التي ترد عليهم مبالغ مالية مهولة يوميا.