انتقالي قذف في قلوبهم الرعب
رأي المشهد العربي
"وحدة، شرعية، جمهورية".. كلمات دائمًا ما يردّدها قيادات وعناصر نظام الشرعية الخاضع لهيمنة إخوانية، تحمل كثيرًا من الأدلة على مدى الرعب الذي ينتاب هذا المعسكر من القضية الجنوبية وتقدمها الاستراتيجي.
عندما يخرج أيّ مسؤول من نظام الشرعية، المعروف بولائه لتنظيم الإخوان الإرهابي، للإدلاء بتصريحات تحمل طابعًا سياسيًّا وأمنيًّا، فلابد من إلحاق مثل هذه المصطلحات الثلاثة، سالفة الذكر، في محاولة لتثبيت أمر ما، يريد نظام الشرعية أن يكون واقعًا بأي حالٍ من الأحوال.
نظام الرئيس "المؤقت" عبد ربه منصور هادي يحاول بشتى السبل إعادة عجلة الزمن إلى الوراء، وألا يعلو صوت جديد للقضية الجنوبية، لكنّ "عجوز الشرعية"، الغارق في سباته، ومن يتخفون وراءه يتناسون أنّ الشعب الجنوبي حدّد مصيره واتخذ قراره وهو استعادة دولته، وهو أمرٌ لن يتم التراجع عنه مطلقًا.
ترديد نظام هادي لمصطلح "الوحدة" يمثّل محاولة للتغطية على المنجزات السياسية الضخمة التي حقّقها المجلس الانتقالي الجنوبي في فترات زمنية صغيرة، ولعل أبرزها وأكثرها تأثيرًا هو أنّ الجنوب أصبح طرفًا رئيسيًّا في أي مفاوضات لتحقيق الحل السياسي الشامل، أمرٌ سيراعي مطالب الجنوبيين الرامية إلى استعادة دولتهم، وهذا ربما أكثر ما يخيف نظام الشرعية، الذي يسير وفقًا لأجندة إخوانية خبيثة.
من هذا المنطلق، يجب أن يعي "العجوز" هادي ونظام الشرعية الإخواني أنّ الجنوب لن يكون لقمة سائغة أمام المؤامرات الشريرة الرامية إلى احتلال أراضيه ومصادرة حق شعبه في تحقيق حلمه الأصيل، وأنّ المحاولات الخبيثة لعناصر حزب الإصلاح أو من اشترى التنظيم ولاءهم لفرض واقع يناقض تطلعات الجنوبيين هو أمرٌ لن يتحقق.
على الجانب الآخر، فإنّ الشعب الجنوبي الذي رسم لوحةً من التلاحم وراء قيادته السياسية مطالب بإكمال مسيرة هذا التلاحم والتمسك بعدالة القضية، وهذا الأمر لا يمثّل التفافًا وراء أشخاص بعينهم بقدر ما هو تلاحم تجاه قضية الوطن العادلة، عملًا على تجاوز التحديات الراهنة.
سياسيًّا ورسميًّا، فإنّ المجلس الانتقالي مطالب بالبناء على ما سبق تحقيقه من إنجازات، ويُكمل حالة الزخم غير المسبوقة التي حقّقتها القضية الجنوبية وشكّلت رعبًا جارفًا في قلوب أعدائها، وذلك لأنّ أي مكسب يتم تحقيقه لصالح القضية يمثّل هدفًا مهمًا لكن الغاية كانت وتبقى وستظل استعادة دولة اسمها الجنوب العربي.