با سنيد .. لـ علي عبدالله صالح : المبادئ .. لا تتجزأ

رحل " باسنيد " قلما وموقفا وكلمة ؛ رحل وتركنا بهدوء ؛وكعادته حيّا انسل دون ضجيج دأبُ الأبطال تخْفُتُ أصواتُهم وتختفي صورهم عند كل مغنم ؛ وللمفارقة لا يشبه الصنديد الشهيد " هشام باشراحيل " أحد أكثر من بدر؛ ومثلما دفع هشام حياته ثمناً لما آمن به ؛ ف لباسنيد موقف في وجه صالح أشدّ صلابة ؛ ومتى ؟ حين كان صالح يرفع أقواماً ويضع آخرين تزيده حاشيته جبروتاً وقوّة صلافة وظلما .


جمعتني به المكلا مرّة واحدة قبل الحرب بسنوات وكان كلانا فار إليها قسرا؛ عرّفته بنفسي فقال : أقرأ لك وبادرته ..وأنا لم أعد أقرأ لك لماذا ؟؟ لم يجب ؛ فأحسست بثقل السؤال وسوء توقيته ومكانه .


وبعد ساعات من حديث جماعي اقترب باسنيد وجلس بجانبي هامساً أتريد أن تعرف لما عزفت عن الكتابة ؟ أتعتقد بأني تخليت عن قضيّة الجنوب ؟- ممسكا بيدي – وأردف قبل أن أجيب .. لذلك قصّة عجيبة لا يعرفها إلا القليل – "قبل سنوات وقع حادث سيارة لاثنين من أولادي وجدّتهم على الطريق الواصل إلى صنعاء يومها أمر "علي عبد الله صالح " نقلهم بطوافة الى مستشفى في صنعاء وعلاجهم على حساب الرئاسة ؛وصلت المستشفى وأردت دفع الحساب فقيل لي تم تسديده من حساب الرئاسة .
وبعد مدّة خرج أولادي من المستشفى لكن جدتهم فارقت الحياة متأثرة بإصابتها في الحادث .


بعدها بشهور وردني اتصال من مسؤول محلي معروف بعدن قال : -صالح يريد مقابلتك في معاشيق "ذهبت على الموعد وبالفعل التقيته هناك وكان "مخزّناً " وطلب من الجميع مغادرة الغرفة وبقينا فيها وحيدين وبجانبه عدد ذلك اليوم من صحيفة الأيام ..

ذكرني مباشرة بصنيعه وإنقاذه أولادي من الموت وعلاجهم على حساب الرئاسة شكرته وزدت لم أنس لكم ذلك قاطعني .. اسمع :ما رأيك بالقضاء في اليمن وأداء وزارة الشؤون القانونية ؟؟ أجبته بإسهاب موضحاً جوانب القصور كون ذلك مجال تخصصي كمحام ورجل قانون واعتقدت بأن الرجل ربما أراد معرفة مواطن الضعف والخلل في الوزارة والقضاء بصدق بعيداً عن التقارير الرسميّة عقب صالح قائلا :"نعم هناك مشاكل وفساد وجوانب تحتاج إلى إصلاح وانته الجميع بعدن يشيد بنزاهتك غدا سيصدر قرار بتعيينك نائباً لوزير الشؤون القانونية و"سأمنحك شخصيّا صلاحيات كاملة مالية وإدارية وسأدعمك بكل ما تحتاج اليه ؛وتعليماتك تتلقاها مني فقط ؛وعندك فرصة تصلّح وتحل كل المشاكل التي ذكرتها مردفاّ - مش انتم اصحاب الحراك – تشتوا دولة ؟ اعتبر نفسك دولة .. وبدا أكثر انفعالا حينما تناول بيده صحيفة الأيام وطواها بقوة –

وتابع ..بدل ما تجلس تشخبط بالجرائد وتكتبوا كلام تحريض لتمزيق اليمن صلحوا الأمور الفرصة أمامكم وبا يتحسن وضعك ووضع الكل ..

يقول با سنيد :" دون تردد أو تفكير اعتذرت عن قبول العرض وشكرته مفندا : هذا المنصب بحاجة إلى طاقات شابه لديها القدرة على التصدي لهوامير الفساد والمنتفعين والمتلاعبين وأغلبهم قيادات عسكرية لا يطالهم لا قانون ولا قضاء وانتم أعلم بذلك مني ثم أنا وعدد من أبناء الجنوب لدينا قضية وصفتها أنت شخصياً بأنها عادلة .. قاطعني صالح وقد علا صوته .. مهددا : اسمع أنا اقولكم تعالوا شاركونا وانته وصاحبك ما با ينفعكم الحراك وأقسم بالله عاد اسمع انك تحرض الناس على الانفصال واشار بأصبعه : مع قوله : وتتفلسفوا شمال وجنوب ما تلوموا الإ أنفسكم وقبل أن ينهي تهديده دعا أحد حراسه ثم عاد لمخاطبتي " با صرف لك سيارة واحذرك تروح تبيعها " " يفجعوك " اصحاب الحراك قلت .. اصحاب الحراك من أشرف الناس وبدل ما تجلس معا هم للوصول الى حل يرضي الطرفين سلميا تستخدم اسلوب شراء المواقف ..الأخ الرئيس المبادئ لا تتجزأ اشكرك على المنصب والسيارة واقولك انكم لو استمريتم في التعاطي مع الحراك بمنح السيارات ستكون العواقب وخيمة قاطعني ..با تشل السيارة ولو بعتها لا تلوم الإ نفسك ."

وغادرت ..بعدها توتر ت الأوضاع في الجنوب وتصاعدت الاحتجاجات وزاد قمع السلطات لصحيفة الأيام وناشرها .

والباقي تعرفه جيدا.