للجمال الذي أشعل فأنار

 

سلام على من رحل

في ضحى العمر

قبل الآوان

سلام على من أتى كالغمام

فاخصب من غيثه والندى

بيداءنا والرمال

سلام على من نظر للبعيد

ابعد مما ترأه اليمام

سلام على من حمل رؤية

واسعة في المدى

حين تضيق عقول الأنام

سلام على من تجلى ضياء

أشتعل فأنار

مشعلا كنت ياصاحبي

في دروب الظلام

سلام عليك فتى

التنمية والسلام

سلام على قمري

عاشق للحمام

سلام لابن الشهيد

وأب الشهيد

سلام عليك جمال

 

يا هذا الفارس الحالمي

لماذا تحب الرحيل

مع العاصفة

هل أسرجت خيلك

قبل أن تمتطي صهوته

أم أن المنايا كانت

تحث الصهيل الى الفاجعة

يا لهذا المصاب الجليل

يا لهذا الرحيل الحزين

بلسماً كنت يا صاحبي

كنت ضوءا وعقلا رصين

وكنت الأمل والدليلا

فاجع كان هذا الرحيلا

 

أه يا وجعي فيك

قفز القلب من أضلعي

وصرخ صخرتين

مثل طائر حزين

أنزوى وأنتحب

فوق شط العرب

وذرف دمعتين

يا لفقد الصديق الحميم

 

تمهل يا صديقي

هل تمهلت قليلا

فمازال بالروح

متسعاً للوجع

وما زال في النبض

بعض الدفق

ومازال ذاك الوطن حلمنا

عالقا في جفون الأرق

لماذا الآن قررت الرحيل؟

 

مساءك نور يا مطلق

قم أنهض يا جمال الحلم

فأنت الصادق الأصدق

فمن غير يوسينا بهذا

الموحش الأحمق

فأنت الوهج في الظلمات

وحادي العيس والأسبق

فمازال المدى وأليل

يخفي الفجر لم يشرق

 

ويا هذا الليل الطويلا

عجل قليلا

عجل لا عرف جيدا

من بات قاتلا أم قتيلا

عجل لأعرف جيدا

اين الأدلة والدليل

بالأمس ضيعت

الأدلة واليوم

ضيعت الدليلا

 

تعب الرحيل من الرحيل

اليك وطني الضليل

سنظل نحفر في جدار المستحيل

عهد صديقي عن مسارك

لن نحيد، أما صنعنا وطن

للحلم أو متنا على درب الشهيد