صحيفة دولية: التحالف العربي يضغط على الحوثيين في معقلهم التاريخي
قالت مصادر إعلامية إن التحالف العربي دفع بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى الجبهات المشتعلة في صعدة، وإن الحوثيين دفعوا بالمقابل بميليشيات ما يسمى “كتائب الحسين” الطائفية للانضمام للدفاع عن معقل الجماعة الحوثية، طبقاً ليومية "العرب" اللندنية الصادرة صباح اليوم الجمعة.
ووصف متابعون للشأن اليمني بأن التركيز على صعدة هو بمثابة معركة كسر عظم بين التحالف العربي والحوثيين في منطقة رمزية بالنسبة إلى المتمردين، وأن هزيمتهم في معقلهم سيعني انتكاسة كبيرة لهم.
وبحسب مصادر ميدانية، يحرز الجيش الوطني تقدما ملحوظا على أربع جبهات في صعدة هي البقع، مندبة، رازح والظاهر، والجبهة الأخيرة أحرز فيها الجيش اليمني والتحالف العربي انتصارات قياسية وفقا للمعايير العسكرية، حيث تمت السيطرة على مناطق شاسعة من منطقة الملاحيظ الاستراتيجية التي لا تبعد أكثر من 20 كم من مديرية مران التي ينتمي إليها معظم قادة الجماعة الحوثية وتضم ضريح مؤسس الجماعة حسين بدرالدين الحوثي.
ونقلت مصادر إعلامية عن العميد عبيد الأثلة قائد محور صعدة أن الحوثيين تكبدوا خلال اليومين الماضيين خسائر باهظة في الأرواح بلغت ما يقارب 350 عنصرا، ما بين قتيل وجريح، مع أسر عناصر منهم. كما استعاد الجيش كميات كبيرة من الأسلحة المتوسطة والخفيفة والذخائر التي كانت بحوزة الميليشيات الحوثية.
وتعرضت الكثير من إمدادات وحشود الحوثيين للقصف بينما كانت في طريقها لتعزيز جبهات صعدة، ما تسبب وفقا لخبراء عسكريين في تشتيت واستنزاف الميليشيا الحوثية التي أربكتها التحركات الأخيرة للتحالف العربي والجيش الوطني اليمني في مختلف جبهات صعدة، الأمر الذي دفعها إلى تحويل المقاتلين من جبهات أخرى على عجل لحماية المعقل التاريخي والديني والثقافي.
ورجح مراقبون إمكانية انسحاب الجماعة الحوثية من العديد من الجبهات والمواقع التي تشهد مواجهات عسكرية مثل الساحل الغربي والبيضاء وتعز في حال ازداد الضغط على ميليشياتها في صعدة.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للحوثيين عن رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد قوله في لقاء جمعه بقيادات عسكرية وأمنية إن الجماعة الحوثية “تشهد تصعيدا عسكريا ليس له مثيل”.
وفي الوقت الذي تشير فيه المعلومات إلى استعدادات عسكرية هائلة تستبق إطلاق معركة تحرير الحديدة خلال الأيام القادمة، عادت المواجهات مجددا إلى جبهات محافظة صنعاء، وتحديدا جبهة نهم التي تمكن الجيش الوطني فيها بغطاء من مقاتلات التحالف العربي من تحرير جبال استراتيجية والتقدم في ظل تضاريس وعرة والآلاف من الألغام الأرضية التي زرعتها الميليشيات الحوثية.
وحول تطورات الأوضاع الميدانية في محافظة البيضاء، أشار المركز الإعلامي للمقاومة في المحافظة إلى قيام الجيش الوطني ممثلا باللواء 117 بالهجوم على مواقع الميليشيات في جبهة قانية على الحدود بين محافظتي مأرب والبيضاء، في الوقت الذي قام فيه طيران التحالف العربي بقصف مواقع ميليشيات الحوثي بأكثر من خمس غارات استهدفت موقع الميليشيات بجبل مسعودة والعر واليسبل بحوران.
واعتبر المحلل السياسي اليمني ومستشار وزارة الإعلام فهد طالب الشرفي أن المعركة مع الميليشيا الحوثية باتت تتركز حول عدة محاور هامة أبرزها في محافظة صعدة التي يعني تحريرها إسقاط المشروع الحوثي المدعوم من إيران عسكريا والسيطرة على مركز القيادة والتحكم ومخازن السلاح والقاعدة اللوجستية للحركة بأبعادها المادية والروحية.
ولفت الشرفي في تصريح لـ”العرب” إلى أن تطهير العاصمة صنعاء يأتي ثانيا من حيث الأهمية الاستراتيجية بعد صعدة حيث سينتج عنه إسقاط المشروع الإمامي سياسيا ويفتح الطريق أمام الدولة لتعود إلى ممارسة مهامها من العاصمة، لافتا إلى أن المشروع الحوثي سيظل قائما من الناحية العسكرية بلجوء الميليشيا إلى جبال الشمال والتحصن فيها وخوض معركة استنزاف طويلة والإعداد لمعركة جديدة يحاولون من خلالها استعادة العاصمة مرة أخرى.
وأكد الشرفي على أهمية تحرير الحديدة لأنه سيمثل ضربة اقتصادية قاصمة للمشروع الإمامي ويكسب الشرعية والتحالف نقطة استراتيجية هامة في ميزان المعركة ويصبح التقدم باتجاه تحرير بقية الساحل حتى حرض وميدي في المتناول. كما أنه سيؤهل الجيش المسنود بالتحالف العربي لفتح جبهات باتجاه المرتفعات في ريمة والمحويت وستصبح معركة تحرير محافظة إب ممكنة وفق كل المعايير.
وأضاف “تطهير محافظة البيضاء والتي ظلت تقاوم بشراسة منذ ثلاثة أعوام من خلال دعم وإسناد الجبهات القائمة وإعداد قوة قادرة على حسم الموقف تتحرك عبر محور بيحان، إضافة إلى إعداد قوة مؤهلة لحسم الموقف في قانية والالتحام بشرفاء البيضاء يتطلب تنسيقا محكما من الشرعية والتحالف بشكل مباشر مع كل قيادات وقبائل مراد وآل عواض وآل حميقان والسوادية وذي ناعم وقبائل قيفة وأبناء العبدية”.