لهذه الأسباب لن يتوقف إطلاق النار في اليمن

الجمعة 19 فبراير 2021 18:01:00
لهذه الأسباب لن يتوقف إطلاق النار في اليمن

رأي المشهد العربي

شهدت جلسة الإحاطة التي نظمها مجلس الأمن الدولي، أمس الخميس، بشأن الأوضاع في اليمن، مطالبات عديدة بضرورة وقف إطلاق النار، غير أن تلك الدعوات بدت كأنها طلقات صوت في الهواء ليس لها أي تأثير على أرض الواقع ولن تؤدي بأي حال من الأحوال لأي تهدئة سياسية أو عسكرية في ظل قناعة المليشيات الحوثية الإرهابية بأنه لا تتوفر هناك إرادة صادقة لإنهاء الحرب والشروع في بدء المفاوضات السياسية.

هناك جملة من الأسباب التي تجعل وقف إطلاق النار أمرًا مستحيلًا في تلك الأثناء، إذ أن الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها الطرف الأكثر تأثيرًا على المليشيات المدعومة من إيران تتبنى سياسة مهادنة مع إيران وأذرعها الإرهابية وقدمت تنازلات مجانية بعد أن ألغت قرار تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية وأوقفت قرار تمديد العقوبات على إيران، ما يشي بأن هناك ما يدور في الخفاء لدعم استمرار الإجرام الحوثي.

وكذلك فإن مجلس الأمن الدولي ذاته لم يتقدم خطوة واحدة للإمام في مجابهة المليشيات الحوثية، ودارت جلسة الإحاطة التي نظمها المجلس في نفس الدائرة المفرغة من الإدانات التي اعتادت عليها الأطراف الإقليمية طيلة السنوات الماضية، وانتهت الجلسة من دون أن يكون هناك قرار ضاغط على العناصر المدعومة من إيران، ما يصب أيضًا في اتجاه استمرار الأوضاع كما هي عليه الآن.

الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي يبدو أيضًا أنها في حالة خمول استراتيجي ما يجعل مواقفها ضعيفة وغير مؤثرة ولا تستطيع أن تصنع توجها دوليًا نحو حل الأزمة، حتى وإن كان هناك بوادر للحل فإنها لن تكون قابلة لتتحول إلى أفعال، طالما أنه لا يوجد اتفاق على الحل ولا يوجد دراية بتفاصيل وتعقيدات الأزمة المركبة التي ستكون بحاجة إلى تفكيك التحالف الحوثي الإخواني أولًا، وهو بالأساس تحالف مدعوم إقليميًا من قبل دول معادية لديها رغبة في إطالة أمد الصراع أطول فترة ممكنة.

أما فيما يتعلق بالمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث فإن كلماته الأخيرة في مجلس الأمن عبرت عن عمق الأزمة وصعوبة حلها بعد أن تبرأ من فشل التوصل إلى السلام وألقى بالكرة في ملعب المليشيات الحوثية وكذلك أطراف الشرعية الإخوانية التي ترفض التوصل لاتفاق في الوقت الحالي، لأن مؤامرة تسليم الجبهات وتقسيم المواقع مع المليشيات الحوثية لم تكتمل مع دخول التحالف العربي بقوة لوقف تسليم مأرب إلى العناصر المدعومة من إيران.