التحالف العربي يحبط مؤامرة قطر وإيران في مأرب
للأسبوع الثاني على التوالي تستمر المحاولات الحوثية للسيطرة على محافظة مأرب الواقعة تحت سيطرة مليشيات الإخوان الإرهابية، ورغم تقدم العناصر المدعومة من إيران إلا أنها لم تتمكن حتى الآن من حسم المعركة لصالحها بفعل قوات التحالف العربي التي تشارك في المعارك جوا من خلال الضربات المكثفة التي توجهها باتجاه العناصر الحوثية.
يمكن القول إن التحالف العربي استطاع حتى الآن إحباط المؤامرة القطرية الإيرانية في مأرب والتي تستهدف تسليم المحافظة للمليشيات الحوثية في مقابل توجه مليشيات الإخوان إلى المحافظات الجنوبية وتحديدا نحو محافظتي شبوة وأبين، بما يؤدي في النهاية لإفراغ محاولات الحل السياسي من محتواها لأن الحوثي سيكون في تلك الحالة قد سيطر على الشمال في مقابل توجه الشرعية الإخوانية نحو الجنوب بحثا عن موطئ قدم.
يرى مراقبون أن ما يجري في مأرب حاليا هو جزء من صراع محور الشر الإيراني القطري التركي في مجابهة التحالف العربي الذي أحبط مخططات تحويل اليمن إلى ولاية تابعة لإيران والتنظيمات الإرهابية، وأن تصاعد وتيرة استهداف المملكة العربية السعودية من خلال الصواريخ والطائرات المفخخة هو جزء أساسي من هذا الصراع من أجل الضغط على قوات التحالف لتمرير مؤامرة تسليم مأرب للمليشيات الحوثية.
يشكل التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي حائط صد أمام تمرير تلك المخططات الإقليمية المعادية لأن التحالف تدخل بثقله العسكري لمنع وقوع مأرب بشكل كامل حتى الآن فيما يتمثل دور الانتقالي في مجابهة أي محاولة من شأنها احتلال الجنوب من قبل قوى شمالية تسعى للسيطرة على مقدراته، إضافة إلى الدور الفاعل للقوات المسلحة الجنوبية في جبهة الضالع التي تظل عصية حتى الآن على المليشيات الحوثية.
اعتبرت صحيفة "العرب" اللندنية، أن تدخل التحالف العربي كان كفيلًا بوقف تقدم مليشيا الحوثي بمأرب في ظل تخاذل مليشيا الإصلاح الإخواني، وتقهقرها أمام ضربات الحوثيين،وأكدت الصحيفة، أن التحالف منع تكرار سيناريو محافظة عمران في مأرب، والتي سقطت سابقًا بأيدي الحوثيين جراء هزيمة وتخاذل قوات الإصلاح الإخوانية.
ولفتت إلى أن التحالف كثف ضرباته الجوية لمواقع تمركز قوات مليشيا الحوثي وقوافل إمداداتهم، ما ساعد على وقف تقدمهم الذي كان سريعًا خلال الأيام الأولى من الهجوم، مشيرة إلى أن القوات المُكلفة بالدفاع عن مأرب لم تكن تمتلك مقومات الصمود؛ نظرًا لكون غالبيتها تابعة بشكل أساسي لطرف مليشيا الشرعية الإخوانية.
ونزحت عشرات الأسر من منطقة الزور بمحافظة مأرب إلى محافظة شبوة، إثر اشتباكات بين مليشيا الحوثي الإرهابية وبعض القبائل، وذلك بعد أن تخاذلت مليشيا الشرعية الإخوانية عن التصدي للمليشيات الحوثية خلال تقدمها في مأرب، الأمر الذي دفع السكان لمغادرة المنازل والتوجه لمناطق أكثر أمنًا.
وبينت مصادر محلية، أن عشرات الأسر نزحت خلال الساعات الماضية من محافظة مأرب إلى محافظة شبوة، وأفاد شهود عيان، بأن عددًا من السيارات مرت بطريق بيحان الرابط بين مأرب وعتق؛ لنقل النازحين.
وتواصلت على مدار الأيام الماضية، موجات النزوح من محافظات الشمال إلى محافظات الجنوب، وسط تخوفات من تسلل خلايا إرهابية لهذه المحافظات استغلالًا للأوضاع الحالية.
قال الناشط السياسي نافع بن كليب إن تصريحات الجنرال الإرهابي علي محسن الأحمر إعلان استسلام لمليشيا الحوثي الإرهابية، مشددا على أن مليشيات الشرعية الإخوانية في الجنوب كفيلة بحسم معركة مأرب.
وأشار في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر تويتر إلى أنه: "في الوقت الذي لا يبالي الحوثي بالدعوات الدولية بوقف الحرب والهجوم المستميت للسيطرة على مأرب والذي تفصله من مدينة مأرب 7 كيلو، نشاهد اليوم علي الأحمر يعلن موقفه للهزيمة والاستسلام وليس للسلام"، وأكد: "رغم أنه يستطيع بقواته الإخوانية المتواجدة في الجنوب تغيير معركة مأرب من الدفاع إلى الهجوم".