مفاوضات الحل الشامل.. جنوبٌ متمسّك بـالمشاركة الفاعلة
فيما يدفع المجتمع الدولي نحو إجراء مفاوضات سياسية ترمي إلى إخماد لهيب الحرب في اليمن التي طال أمدها أكثر ما يُطاق، فإنّ إشراك الجنوب في هذه المفاوضات يظل عنصرًا رئيسيًّا ولا بديل عنه من أجل إنجاح هذا المسار.
ودائمًا ما تؤكّد القيادة السياسية الجنوبية، المتمثلة في المجلس الانتقالي، حق الجنوب في المشاركة في المفاوضات للتعبير عن قضيته العادلة ومساعي شعبه الرامية إلى استعادة الدولة وفك الارتباط.
وفي هذا الإطار، شدّد عدنان الكاف عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي على ضرورة مشاركة جميع الأطراف في المفاوضات الأممية، وقال إنّ نجاح أي اتفاق أو مسار سياسي مرهون بشموليته واستدامته، موضحا أن اتفاق الرياض جاء ليرسي قواعد التشاركية.
وأضاف أنّ فشل مفاوضات اجتماع تبادل الأسرى التي جمعت ممثلي نظام الشرعية المخترق إخوانيًّا ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران دليل على حتمية انضمام جميع الأطراف للمفاوضات.
تأكيدات الانتقالي التي وردت على لسان عدنان الكاف، جاءت لترسم إطارًا جنوبيًّا في إطار التعامل مع مستجدات الوضع الراهن، وهو إطار يشمل إشراك الجنوب وقيادته السياسية "المجلس الانتقالي" في أي مسار تفاوضي.
إشراك المجلس الانتقالي في المفاوضات هو حقٌ ورد في بنود اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي ونظام الشرعية في نوفمبر من العام قبل الماضي، ولا يمكن للقيادة الجنوبية أن تتنازل عن هذا الحق الأصيل بأي حالٍ من الأحوال.
تأكيدات الانتقالي على حفظه لحق المشاركة في أي مسار تفاوضي تحمل أهمية بالغة فيما يتعلق بالتعاطي مع المحاولات الإخوانية الخبيثة لعرقلة مشاركة الجنوب في هذا الإطار، وذلك تحسبًا لأنْ تحقق القضية الجنوبية مزيدًا من المكاسب في الفترة المقبلة، تعزّز تحركات الجنوبيين نحو استعادة دولتهم.
الخبث الإخواني تجلّى واضحًا في محاولة نظام الشرعية أن يُصوِّر اتفاق الرياض بأنّه انتهى عند تشكيل حكومة المناصفة، لكن الحقيقة تقول غير ذلك فتشكيل الحكومة هو أحد البنود المهمة وليس الغاية النهائية لاتفاق الرياض.
تمسُّك الانتقالي بالمشاركة في المفاوضات يضع الجنوب وقضيته العادلة طرفًا رئيسيًّا على طاولة الحل الشامل، وهذا الأمر يعني تحقيق المزيد من المكاسب لقضية الجنوب تحت قيادة المجلس الانتقالي، الذي نجح طوال الفترة الماضية في تحقيق العديد من الانتصارات على كافة الأصعدة.