أوجاع مأرب وسياسة جريفيث.. قلقٌ لن يوقف إرهاب الحوثي المنهمر
"القلق وحده لا يكفي".. رسالةٌ مناسبة تمامًا يمكنها أن تقيّم السياسة التي يتبعها المبعوث الأممي مارتن جريفيث بشأن ما يجري على الأرض في محافظة مأرب التي تشهد على أوضاع إنسانية تتجه نحو المزيد من التردي.
ففي الوقت الذي يشعل فيه الحوثيون لهيب إرهابهم الغادر تجاه جبهة مأرب بعد خيانة إخوانية "غير مستغربة" وما يخلّفه ذلك من أوضاع إنسانية شديدة البشاعة، فإنّ جريفيث يواصل سياساته غير المجدية، تتجلّى هنا في إطار التعبير عن القلق.
ففي هذا الإطار، عبّر المبعوث الأممي عن قلقه من تدهور الأوضاع الإنسانية في محافظة مأرب، بالتزامن مع تصعيد مليشيا الحوثي الإرهابية.
وفي تصريحات صحفية أدلى بها خلال الساعات الماضية، فقد شدّد مارتن جريفيث على ضرورة التوصل إلى حل سياسي عبر التفاوض لإنهاء الحرب.
دعوة جريفيث لا يبدو أنّها قد تُحرّك من مجريات الأمور، وذلك استنادًا إلى تجارب قديمة شبيهة، حيث أظهر الواقع أنّ سياسة التراخي التي تتبعها الأمم المتحدة إزاء الإرهاب الحوثي المسعور، تمكّن المليشيات من التمادي في إرهابها الخبيث.
الأهم في كل ذلك أنّ مأرب تشهد حاليًّا ترديًّا واسع النطاق في الأزمات الإنسانية، وهو ما يُحاصر السكان بالكثير من الأعباء التي لا تُطاق على الإطلاق، وهنا المسؤولية تتقاسم المليشيات الحوثية بالنظر إلى إرهابها المستعر الذي يطال المنطقة برمتها.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ جانبًا من المسؤولية تتحمّله أيضًا المليشيات الإخوانية الإرهابية وذلك بعدما مارست خيانة جديدة هناك، وسلّمت هذه الجبهة للحوثيين، لتضيف حلقة جديدة إلى سلسلة تآمرها العسكري لصالح المليشيات المدعومة من إيران بشكل كبير.
وفيما يدفع السكان ثمن الإرهاب الحوثي والتآمر الإخواني فإنّ هناك حاجة ماسة لأن يلعب المجتمع الدولي دورًا حاسمًا في كبح جماح هذا الإرهاب واسع النطاق، لما يحمله من أعباء شديدة البشاعة على السكان.
وإذا حافظت الأمم المتحدة على سياساتها التي يمكن وصفها بـ"الرخوة"، المُتَّبعة منذ فترات طويلة، فإنّ الأمر سيكون بمثابة الإشارة الخضراء التي حصل عليها الحوثيون من أجل التمادي في الإرهاب الغاشم الذي يحرق الأرض بأخضرها ويابسها.