الدفع الجنوبي نحو تنفيذ اتفاق الرياض.. قراءة في استراتيجية الانتقالي
على مدار الوقت، تدفع القيادة السياسية الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي، نحو ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض باعتباره المخرج الوحيد نحو ترسيخ دعائم الاستقرار وضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
ففي هذا الإطار، دعت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، في اجتماعها الدوري اليوم الأربعاء، رعاة اتفاق الرياض إلى سرعة تفعيل عمل اللجان المشتركة المعنية بتنفيذ الاتفاق.
الاجتماع الذي عقد برئاسة الدكتور ناصر الخُبجي القائم بأعمال رئيس المجلس، وقفت أمام العديد من القضايا المُلحة على الساحة الوطنية، وفي مقدمتها إجراءات تنفيذ اتفاق الرياض، حيث تمّ التشديد على ضرورة التسريع في تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض.
في الوقت نفسه، استعرضت الهيئة محضر الاجتماع السابق وإقراره، ومناقشة العديد من القضايا المتصلة بالجوانب التنظيمية داخل هيئات المجلس واتخاذ الإجراءات والقرارات المناسبة بشأنها، وقد بارك الاجتماع قرار الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي، بشأن صرف مكرمة شهرية لأسر الشهداء من أفراد القوات المسلحة الجنوبية والأمن الجنوبي، لإعانتهم على مواجهة ظروف الحياة.
وحيا الاجتماع القوات المُسلحة الجنوبية المرابطة على امتداد حدود الوطن، مشيدًا بصمودهم الأسطوري في جميع خطوط النار، كما ثمن الجهود التي تبذلها أجهزة الأمن الجنوبية في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار في العاصمة عدن والمحافظات الأخرى.
تأكيدات هيئة الانتقالي خلال الاجتماع، رسمت إطارًا للسياسة التي تتبعها القيادة الجنوبية فمن جانب يمثّل العمل على حفظ أمن الوطن أولوية قصوى لدى القيادة، وبالتالي فإنّ هناك خطوطًا حمراء لا يسمح الجنوب بتجاوزها بأي حالٍ من الأحوال بما يدفع نحو حماية أمن الوطن واستقراره على صعيد واسع.
في الوقت نفسه، فإنّ دفع المجلس الانتقالي نحو تنفيذ بنود اتفاق الرياض أمرٌ يُجدد الالتزام الجنوبي بهذا المسار ذي الأهمية الاستراتيجية البالغة فيما يتعلق بضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، بعدما عملت المليشيات الإخوانية التابعة لنظام الشرعية على تحريف هذه البوصلة طوال الفترة الماضية.
وحسنًا تفعل القيادة الجنوبية وهي تدعو إلى ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض لا سيّما في ظل الإصرار الإخواني على إفشال هذا المسار من خلال الاستفزازات التي تمارسها ضد الجنوب على صعيد واسع، بالإضافة إلى تنسيق مليشيا نظام الشرعية مع الحوثيين من أجل النيل من أمن الجنوب واستهدافه وترويع مواطنيه.
دفع الجنوب نحو ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض لا سيّما فيما يخص الشق العسكري في هذا الإطار أمر يهدف إلى سحب عناصر المليشيات الإخوانية من شبوة وأبين وكذا حضرموت والمهرة، وهذا الأمر يحمل أهمية في وقف استهداف الجنوب من جانب، بالإضافة إلى ضرورة توظيف هذه العناصر في محاربة الحوثيين في مأرب.
وباتت هناك قناعة كاملة لدى المجلس الانتقالي بأنّ مليشيا الإخوان لن تجنح من تلقاء نفسها نحو تنفيذ اتفاق الرياض، وبالتالي فإنّ هناك حاجة ماسة من أجل ضرورة الضغط على هذا النظام بغية الالتزام بمسار الاتفاق بما يضمن تحقيق الاستقرار المنشود بما يصب في صالح ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين.