حان وقت إعلان دولة الجنوب
رأي المشهد العربي
تكشف جملة من المتغيرات على الساحة السياسية والدولية أن وقت إعلان دولة الجنوب قد حان، لأن هناك خططا أممية للحل السلمي للأزمة اليمنية من المتوقع أن يجري النقاش بشأنها خلال الأيام المقبلة، في حين أنه أضحى هناك من يمثل الجنوب بصورة رسمية (المجلس الانتقالي الجنوبي)، إلى جانب الرغبة الملحة لأبناء الجنوب في تحقيق الاستقلال بعد سنوات من الاحتلال اليمني.
أثبت أبناء الجنوب للعالم أجمع أن لديهم مشروعا وطنيا خالصا يسعون لتطبيقه على الأرض يتمثل في تقرير مصيرهم واستعادة دولتهم، وعلى مدار أكثر من ثلاث سنوات ماضية منذ تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي أصبح هناك هدف واحد يسعى إليه الجنوب يتمثل في استعادة الدولة الكاملة بحدودها المتعارف عليها دوليًا ما قبل العام 1990.
تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من أن يبني قواعد هذه الدولة، لأن هناك قوات مسلحة جنوبية تشكل درعًا لحماية الأرض من المعتدين، وتعمل على تأمين محافظات الجنوب كما عملت على تحريرها من المليشيات الحوثية الإرهابية، إضافة إلى الوحدات المحلية في كل محافظة ومديرية وهي بمثابة جهاز تنفيذي يقدم الخدمات للمواطنين ويتعامل مع الصعوبات التي يتعرضون لها.
هناك جملة من الأسباب السياسية التي تجعل استعادة دولة الجنوب أمرًا ملحًا في الوقت الحالي، إذ أن أية محاولة للتوصل إلى سلام في اليمن لن تطبق على أرض الواقع طالما أنه لم يجرِ إعطاء شعب الجنوب حقهم في تقرير مصيرهم، تحديدًا في ظل التحالف القائم بين الحوثي والإخوان ما يهدد باستمرار الجرائم الحالية التي يروح ضحيتها الأبرياء بشكل يومي ومن دون أن يكون هناك نهاية للحرب التي شنتها المليشيات الحوثية.
كما أن جميع محاولات الجنوب أثبتت فشلها ولم يستطع اليمن أن يمرر "الوحدة" المزعومة، وبالتالي فإن رغبة قوى الشمال في استمرارها ليس لها محل من الأعراب حاليًا في ظل الرفض الجنوبي لأي وجود شمالي، ومع وجود قيادة جنوبية لديها رؤية مستقبلية بشأن إدارة الجنوب والحفاظ على مقدراته.
وكذلك فإن المضي قدمًا من دون حل قضية الجنوب يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي العربي، في حين أن هناك رغبة عربية في إنهاء الصراع على خليج عدن والبحر الأحمر للتعامل مع التهديدات الإيرانية، وبالتالي فإن تصفية الأزمات يقتضي أن يكون هناك دولة مستقرة في الجنوب تجابه الأخطار الخارجية.
الدعوة التي وجهها الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نحو إجراء استفتاء ترعاه الأمم المتحدة حول استقلال الجنوب وتأكيده على أن90٪ من المواطنين سيؤيدون استقلال الجنوب، مع ضرورة إجرائه حصريًا داخل الجنوب، يبرهن على أن الانتقالي لديه رؤية واضحة بأن الوقت الحالي هو الأنسب لإعلان دولة الجنوب العربي.