العقوبات الأمريكية.. هل تردع الإرهاب الحوثي؟
خطوة على طريق التضييق على الحوثيين تلك التي أقدمت عليها الولايات المتحدة، بعدما قررت فرض عقوبات على قياديين بالمليشيات بعد ثبات تورطهما في الجرائم التي ترتكبها المليشيات بإيعاز من إيران.
واشنطن أعلنت إدراج القياديين في المليشيات الحوثية المدعومة من إيران المدعوين منصور السعدي، وأحمد الحمزي، على قائمة العقوبات، وأكدت أنهما متورطان في تنفيذ أجندة الفوضى الإيرانية المزعزعة للاستقرار.
وفي اتهام صريح لا يتضمّن أي مواربة، شدّدت الإدارة الأمريكية على أنّ دعم إيران لمليشيا الحوثي الإرهابية أطال مدى الحرب وتسبب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وقالت واشنطن إنّ النظام الإيراني عمل على دعم المليشيات الحوثية الإرهابية ماديًا وعسكريًا بالصواريخ والمسيرات، وأوضحت أنّ الدعم استهدف شن هجمات في اليمن وعلى السعودية.
الخطوة الأمريكية تحمل أهمية بالغة فيما يتعلق بالعمل على إدانة الجرائم التي يرتكبها الحوثيون بتعليمات مباشرة من إيران، سواء تلك التي يتم ارتكابها في الداخل اليمني أو الاعتداءات التي تستهدف المملكة العربية السعودية.
ويبدو من هذه الخطوات أنّ واشنطن تريد توجيه رسالة بأنّها لا يمكن أن تتساهل أمام الإرهاب الذي يمارسه الحوثيون بشكل متواصل، وذلك بعدما أثير جدلٌ كبير في الفترة الماضية، في أعقاب تراجع إدارة الرئيس جو بايدن عن تصنيف المليشيات تنظيمًا إرهابيًّا.
الجانب المهم في التعاطي الأمريكي مع الإجرام الحوثي المتفاقم هو عدم إظهار أي نوع من أنواع التساهل، نظرًا لما يحمله هذا الأمر من مخاطر ضخمة فيما يتعلق بتمكين المليشيات من التمادي في ارتكاب جرائمها الغادرة المروعة.
ولا يبدو أنّ هناك قدرة على تحمّل المزيد من الجرائم والاعتداءات الحوثية التي طالت كافة القطاعات ولم يسلم منها أحد وخلّفت وراءها أزمة إنسانية مُصنّفة بأنّها واحدة من أشد وأبشع أزمات العالم مأساوية.
وفيما لا يبدي الحوثيون أي نوايا تجاه إمكانية التراجع عن إرهابهم الخبيث وحجم الاستهداف المروع الذي يطال الجميع، فإنّ هناك حاجة ماسة لتكثيف الضغوط على المليشيات بما يجبرها على الانخراط في مسار يوقف آلة الاعتداء الغادرة والمروعة.
وقد يكون سلاح فرض العقوبات أمرًا مجديًّا في ممارسة الضغوط على المليشيات الحوثية لإجبارها على وقف الاعتداءات التي تُحدِث تهديدًا خبيثًا ومروّعًا لأمن واستقرار المنطقة برمتها.