بين القتل أو الانتحار.. جثث إب التي تتوارى في طي الكتمان
"إمّا انتحار أو قتل".. سببان لا ثالث لهما تعود إلى أيّ منهما واقعة العثور على جثة شاب في محافظة إب.
في البداية، تعود تفاصيل الواقعة إلى عثور أهالي إحدى قرى مديرية بعدان بمحافظة إب، على جثة شاب قُتل في ظروف غامضة.
وعلم "المشهد العربي" من مصادر محلية أنَّ أهالي قرية المحلا الحرث ببعدان عثروا على جثة شاب يدعى عكاف موفق هدوان مشنوقًا.
وأضافت المصادر أنّ الغموض يلف الحادثة فيما إذا كان الشاب عكاف أقدم على الانتحار بشنق نفسه، أو أنه تعرض للقتل على يد آخرين.
وشهدت المحافظة الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، حالات عديدة مُماثلة دون أن تُفصح الجهات المعنية عن نتائج التحقيقات فيها.
ليس من المتوقع أن يتم الإعلان عن تفاصيل هذه الحادثة أو نتائجها أو تداعياتها، ومن المؤكّد أنّها ستتوارى في طي الكتمان، لكن في الغالب فهي تعود إلى كونها عملية انتحار أو جريمة قتل.
فمن جانب، عملت المليشيات الحوثية على إفشاء الفوضى الأمنية في كافة المناطق الخاضعة لسيطرتها وذلك لضمان بسط سيطرتها على هذه المناطق، وهو ما يُكبّد السكان كلفة باهظة للغاية.
وتشهد محافظة إب فوضى عارمة تتخلّلها سهولة واسعة النطاق في ارتكاب جرائم القتل خارج نطاق القانون، ودون أي محاسبة على ارتكاب هذه الجرائم الغادرة.
السبب المحتمل الثاني لواقعة العثور على جثة الشاب في محافظة إب هو أن يكون سببها هو الانتحار، وهو أمرٌ لا يثير أي استغراب أيضًا، وذلك بعدما تصاعدت كثيرًا الأزمة النفسية التي تواجهها قطاعات عريضة من السكان.
وبشكل مباشر، تسبّبت الحرب الحوثية في آثار نفسية مرهقة للغاية، وقد شكّل الدعم النفسي والاجتماعي - ولا يزال - تحديًّا في منطقة لا تحظى فيه فكرة الضائقة النفسية إلا بمصداقية قليلة، وفق تقارير دولية.
تفاقم ظاهرة الانتحار قد يكون سببها أنّ المليشيات الحوثية تسبّبت في إغراق اليمن بأزمة إنسانية مأساوية، حيث تكشف إحصاءات أنَّ 21 مليون شخص، من أصل 27 مليونًا، باتوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما فقد أكثر من 100 ألف أرواحهم جراء الأوبئة والأمراض القاتلة التي تفشت جراء الحرب الحوثية.
الأمر المؤلم أيضًا أنّه في مناطق الحوثي لا يتقاضى أكثر من مليون موظف رواتبهم منذ توقفها في سبتمبر 2016، ويعتمد السكان على المساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني.