تفجير عدن وقصة المؤامرة الكبرى
رأي المشهد العربي
من جديد، اهتزت العاصمة عدن بتفجير إرهابي تفوح منه الرائحة الكريهة للمؤامرة الخبيثة التي تُحاك ضد الجنوب، وفي القلب منه العاصمة عدن التي يحاصرها الأشرار بمساعيهم لاحتلالها اعتمادًا على ضربها أمنيًّا.
التفجير الإرهابي استهدف موكب قيادات أمنية في مدينة الشعب بالعاصمة عدن، وقد أسفر عن ارتقاء شهيد وسقوط جريحين اثنين، وقد وقعت الجريمة عبر تفجير عبوة ناسفة استهدفت الموكب الأمني.
وفي وقت لاحق، أظهرت التحريات الأولية بأنّ استهداف الموكب الأمني في مدينة الشعب تم من خلال حشو براميل بالمتفجرات وزرعها بمقلب قمامة على طريق الموكب لتفجيره.
يُضاف هذا التفجير إلى سلسلة طويلة من الأعمال العدائية التي استهدفت العاصمة عدن، تعبيرًا عن أنّها تمثّل الهدف النهائي لأطماع أعداء الجنوب للنيل من أمنها واستقرارها وضربها عبر افتعال الاختلالات الأمنية.
صحيحٌ أنّه لم تعلن حتى الآن أي جهة عن تبنيها لهذا الهجوم الإرهابي، لكن ما جرى لا يمكن فصله عما تمارسه المليشيات الحوثية وكذا المليشيات الإخوانية في استهداف الجنوب بشكل كامل، ومحاولة هذين الفصيلين العبث بأمن العاصمة واستقرارها.
مساعي الإخوان والحوثيين للسيطرة على عدن أو بتعبير أدق احتلالها ترتبط بمحاولة العمل على ضرب القضية الجنوبية والنيل من تحركات القيادة السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، الرامية إلى استعادة الدولة وفك الارتباط.
إقدام الحوثيين والإخوان على استهداف العاصمة عدن هو محاولة أيضًا لإشعال فتيل التوترات مع الجنوب، بغية إجباره على خوض مواجهة مسلحة هو لا يفضّل الانخراط فيها إفساحًا للمجال أمام الحل السياسي والاستقرار السلمي.
لكن في الوقت نفسه، فإنّ أي مواجهة تُفرَض على الجنوب سيتم بلا شك إجهاضها بشكل كامل عبر جهود باسلة تبذلها القوات المسلحة الجنوبية حمايةً لأمن الجنوب واستقراره وحماية مقدراته.