أزمات الجنوب وتحذير الانتقالي.. الكرة في ملعب حكومة المناصفة

الأربعاء 10 مارس 2021 12:22:11
 أزمات الجنوب و"تحذير الانتقالي".. الكرة في ملعب حكومة المناصفة

حسنًا فعلت القيادة السياسية الجنوبية، المتمثلة في المجلس الانتقالي، وهو يلقي بمسؤولية الأزمات المعيشية والخدمية على حكومة المناصفة، التي يُنتظر منها الكثير من الجهود على الأرض لاستئصال هذه الأعباء.

فعلى مدار الفترات الماضية، وتحديدًا طوال الفترة التي أعقبت توقيع اتفاق الرياض في نوفمبر 2019، يعيش الجنوب أزمات معيشية قاتمة تمّت صناعتها عمدًا من قِبل نظام الشرعية المخترق إخوانيًّا، وذلك بعدما استغلّ هذا النظام سطوته على مفاصل الجنوب الإدارية بشكل كبير.

وفي الوقت الذي فاض كيل الجنوبيين من هول الأعباء التي تحاصرهم من كل حدب وصوب، فقد عملت القيادة السياسية على إلقاء الكرة في ملعب حكومة المناصفة لتمارس مهامها المنوط بها، والتي عُيّنت من أجلها، بعدما قيل إنّ معيار اختيار وزرائها كان الكفاءة لا سيّما في الحقائب الخدمية.

وفي تحرّك فعلي شديد الأهمية، طلب المجلس الانتقالي الجنوبي من وزرائه في حكومة المناصفة، إدراج ملف الأزمات المفتعلة على جدول أعمال الاجتماع المقرر اليوم الأربعاء، للبت فيها.

علي عبدالله الكثيري الناطق باسم المجلس قال إنَّ الخطوة تهدف إلى اتخاذ موقف واضح تجاه الجهات التي تفتعل الأزمات وحرب الخدمات، وتمضي في تصعيدها لإخضاع أبناء الجنوب.

وأشار إلى الوضع المأساوي في العاصمة عدن وعموم محافظات الجنوب، جراء الأزمات المعيشية المتفاقمة وانهيار العملة وغياب الخدمات الضرورية، وحرمان قطاعات واسعة من المرتبات.

وأرجع التحرك إلى انحياز المجلس الكامل لشعب الجنوب ووقوفه ضد أي محاولات لتركيعه وتعذيبه، مؤكّدًا أنّ المجلس ينتظر من حكومة المناصفة موقفًا واضحًا، ملوحًا بأنّ هناك "خيارات مفتوحة" قد يتم الاستناد إليها في المرحلة المقبلة.

الخطوة التي أقدم عليها المجلس الانتقالي ربما يمكن النظر إليها بأنّها التحذير الأخير من القيادة الجنوبية بأنّها لا يمكن أن تترك مواطنيها إزاء التعرّض لهذه الأعباء المصنوعة إخوانيًّا بشكل متعمّد، استنادًا إلى أنّ هذا الأمر ينذر بفوضى مجتمعية تهدّد الاستقرار الجنوبي وكذا ما حقّقه الجنوب من مكاسب طوال الفترة الماضية.

وحرص التحالف العربي على تنبيه حكومة المناصفة لأن تباشر المهام التي جاءت من أجلها، وهي إحداث نقلة شاملة في مواجهة الأزمات والأعباء التي تحاصر المواطنين عبر اتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة التي تحقق هذه الغاية، بما في ذلك إقصاء العناصر المتورطة في صناعة هذه الأعباء وتأزيمها وتعقيدها بشكل كبير.

في الوقت نفسه، فإنّ بيان المجلس الانتقالي يحمل إعلانًا بإمكانية التوجّه إلى خيارات أخرى على الأرض يكون الهدف منها هو إزاحة الأعباء المعيشية عن مواطنيه.

ولعلّ هذا التنبيه يُذكّر بما أعلنه المجلس الانتقالي في فترة سابقة، عندما قرر إعلان الإدارة الذاتية وذلك بعدما تأزمت الأوضاع المعيشية في الجنوب كما زادت حدة الاستهداف العسكري من قِبل المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لنظام الشرعية.

وتعبيرًا عن حسن النوايا، كان المجلس الانتقالي قد تراجع عن هذه الخطوة من أجل إفساح المجال أمام إنجاح اتفاق الرياض، وهو ما برهن على أنّ الجنوب يجنح دومًا نحو السلام، ولا يسعى لأي تعقيدات على المشهد بشقيه المعيشي والأمني.

حتى الآن، لا تُعرَف أي خيارات قد يرتكن إليها المجلس الانتقالي في الفترة المقبلة لمواجهة طوفان الأزمات المعيشية التي ضرب الجنوب، لكن من المؤكّد أنّ القيادة لن تلتزم الصمت إزاء تفاقم صرخات مواطنيها من جرّاء هذه الأعباء المصنوعة عمدًا.