المقاتلات تحاصر المليشيات.. نظرة على ضرورات غارات التحالف على الحوثيين
يبدو أنّ التحالف العربي بدأ تنفيذ ما كان قد تعهّد به، فيما يتعلق بتكثيف الضربات العسكرية على المواقع الحوثية، وذلك عملًا على كبح جماح إرهاب المليشيات من المهد، بالنظر إلى الاستهداف المتواصل بل والمتصاعد ضد المملكة العربية السعودية.
الساعات الماضية كانت صعبة على الحوثيين، وذلك بعدما شنّت مقاتلات التحالف العربي غارات قوية على مواقع للمليشيات الإرهابية المدعومة من إيران في معسكر الصيانة في صنعاء.
وقال شهود عيان لـ "المشهد العربي" إن أعمدة الدخان تصاعدت من مواقع القصف داخل معسكر المليشيات، في وقتٍ قصفت فيه مقاتلات التحالف أيضًا معسكر الاستقبال في مدينة ذمار جنوب صنعاء.
وفي ساعة مبكرة من اليوم الأربعاء، جددت مقاتلات التحالف العربي، غاراتها على مواقع عسكرية لمليشيا الحوثي في صنعاء.
واستهدفت الغارات التي شنّتها مقاتلات التحالف معسكر الصيانة من جديد، ومنطقة النهدين العسكرية التي تضم مجمع دار الرئاسة ومخازن أسلحة في صنعاء.
كما استهدفت الغارات معسكرًا تدريبيًا لمليشيا الحوثي في منطقة قاع الحقل في مديرية ضوران بمحافظة ذمار إلى الجنوب من صنعاء.
تصاعد هذه الضربات يأتي تنفيذًا لما أعلنه التحالف العربي على لسان الناطق باسمه العميد الركن تركي المالكي الذي قال أمس الأول الاثنين، إنّه يتم الإعداد لضربات موجعة ضد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وصرّح متحدث التحالف بأنّ إيران تهرب صواريخ باليستية إلى مليشيا الحوثي الإرهابية عبر ميناء الحديدة، مؤكّدًا أنّ صواريخ ومُسيرات المليشيات الإرهابية إيرانية الصنع، وأنّ التحالف العربي يتعامل بصبر تكتيكي واستراتيجي.
وكشف المالكي أّن المليشيات الحوثية تعتمد نهج تنظيم القاعدة الإرهابي في تهديد الملاحة بالبحر الأحمر، موضّحًا أنّ تصعيد الحوثيين الإرهابيين في مأرب يحاول تقويض المساعي الأممية لحل الصراع، متهمًا المليشيات بوجود قوى خلفها.
تُشير كل هذه التطورات إلى أنّ التحالف العربي يتبع سياسة تضييق الخناق على المليشيات الحوثية، وذلك لوأد الإرهاب الغاشم والمتصاعد الذي تمارسه المليشيات المدعومة من إيران ضد السعودية، والذي يأخذ منحى تصاعديًّا بشكل كبير.
ويُجمِع محللون على ضرورة التوسع في توجيه المزيد من الضربات العسكرية على المليشيات الحوثية من قِبل التحالف العربي عملًا على كسر شوكتها، وتفكيك قدرتها وقوتها التسليحية التي تشكّل تهديدًا واسع النطاق ضد السعودية بشكل تفاقم كثيرًا في الفترة الماضية.
في الوقت نفسه، فإنّه لا يمكن لأي طرف سواء إقليميًّا أو دوليًّا أن يوجّه أي اتهام للتحالف العربي بأنّه يعرقل أي جهود نحو إحداث حلحلة سياسية، وهذا راجع إلى أنّ التحالف العربي يتبع في الأساس سياسة دفاع عن النفس في ظل أنّ الهجمات الحوثية على السعودية تحمل أضرارًا قاتمة على الاستقرار الإقليمي برمته.
