بعثات حوثية لطهران.. إيران تخشى ضربات التحالف في صنعاء
برهن الحديث عن سعي المليشيات الحوثية لإرسال بعثاتها العسكرية إلى طهران بدلا من الارتكان على خبراء إيران الذين طالما تواجدوا في صنعاء ولعبوا دورا مهما في استمرار الإرهاب الحوثي طيلة السنوات الماضية، عن أن ضربات التحالف الموجعة والتي طالت هؤلاء الخبرات أتت ثمارها سريعا بعد أن أدركت إيران خطورة ترك خبرائها عرضة للاستهداف في صنعاء.
وعمدت المليشيات الحوثية على زرع الطائفية في المدارس التابعة لها في صنعاء ومناطق سيطرتها بما يؤدي في النهاية إلى تخريج أجيال لديهم ولاءات كاملة إلى إيران وبالتالي فإنها تسعى لتوظيف خريجي المدارس الثانوية والكليات من المتفوقين للقيام بمهمة الخبراء العسكريين لكن بعد تلقيهم دورات تدريبية مكثفة على الأراضي الإيرانية، ما يؤكد على أنه من المستحيل التعامل مستقبلا مع العناصر التابعة لإيران على أنها أحد الأحزاب اليمنية.
يرى مراقبون أن إرسال بعثات حوثية إلى طهران يستهدف استقطاب المتفوقين إيديولوجيا وسياسيا لصالح إيران التي سوف تتمكن من تحريك هذه العقول كيفما تشاء في المستقبل، كما أنها ترسخ لإرهابها في اليمن لأن هؤلاء ستكون عليهم مهمة نقل إرهاب إيران إلى داخل اليمن، وتدريب أكبر عدد ممكن اليمنيين على كيفية صناعة الصواريخ والطائرات المسيرة وهو ما يستهدف أن يظل اليمن في حالة فوضى عارمة لسنوات طويلة قادمة.
يذهب البعض للتأكيد على أن خبراء إيران وجدوا أنفسهم أمام استهداف مباشر من التحالف العربي من دون أن يكون لطهران القدرة على حمايتهم، وهو دفع هؤلاء للتململ ومن المتوقع أن تكون طهران قد واجهت رفضا من قبل العناصر التابعين إليها للذهاب إلى اليمن وبالتالي فإنها تستبدل خبرائها بالبعثات التي ستقوم بتدريبها بعناية فائقة لتحقيق مصالحها بالمنطقة.
ونجحت ضربات التحالف المكثفة خلال الأسبوع الماضي، في استهداف عدد من الخبراء التابعين لمليشيا الحوثي الإرهابية بالغارات التي شنتها مقاتلات التحالف على معسكرات وثكنات المليشيات بصنعاء، وقالت مصادر لـ"المشهد العربي"، إن خبراء تابعين لمليشيا الحوثي في مجال تجميع وإطلاق الطائرات المُسيرة، قتلوا وأصيبوا في الغارات.
بدأت مليشيا الحوثي عملية استقطاب للطلاب المتفوقين في الثانوية العامة من أوائل الجمهورية، حيث أقامت حفلًا تكريميًا لأوائل الجمهورية في الثانوية العامة للثلاثة أعوام الماضية، ثم استدعتهم بعد يومين لزيارة قبر صالح الصماد، واصطحبتهم بحافلات معتمة إلى معرض أسلحة تزعم المليشيا أنها قامت بتصنيعها بخبرات يمنية.
وأوضحت مصادر مطلعة لـ"المشهد العربي"، أن المليشيات المدعومة من إيران تحث الطلاب على الانخراط في جانب البحث والابتكار، وأضافت أن المليشيا الإرهابية أقامت محاضرة طائفية للطلاب المتفوقين مع إقامة حفل غداء عامر.
وأشارت إلى أن مليشيا الحوثي الإرهابية تخطط لاستقطاب عدد من الطلاب لإرسالهم للدراسة في إيران بمجال التصنيع العسكري، وأن المشرفين الحوثيين الذين ألقوا محاضراتهم الطائفية على الطلاب ألمحوا إلى ذلك، مشيدين بما حققته إيران في هذا المجال والقائم على الدراسة العملية والبحث والابتكار.
