انتفاضة أبين على سلطة الإخوان الفاسدة.. ثورة الجنوب التي يتسع نطاقها

الأربعاء 17 مارس 2021 01:45:00
انتفاضة أبين على سلطة الإخوان الفاسدة.. ثورة الجنوب التي يتسع نطاقها

لم تكد تهدأ غضبة مدينة سيئون بمحافظة حضرموت ضد مؤامرة نظام الشرعية القائمة على صناعة الأزمات وتفشي الأعباء، حتى اندلعت صرخة أخرى، موقعها في محافظة أبين التي ثارت ضد الفساد التي صنعته السلطة الإخوانية المحتلة للمحافظة إداريًّا.

اليوم الثلاثاء شهد مسيرة حاشدة خرجت فيها جماهير غفيرة في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، في أضخم مسيرة شعبية للمطالبة برحيل المحافظ الإخواني ورموز الفساد في المحافظة.

وانطلقت المسيرة من أمام مبنى السلطة المحلية، عبر الشارع الرئيسي في وسط مدينة زنجبار، وهتف المحتجون بمطالب برحيل رموز الفساد من أبين، ودعوا إلى تطبيق التزامات اتفاق الرياض لتغيير المحافظين وهيكلة المؤسسات الرقابية.

كما تعهد المتظاهرون في بيان ختامي للمسيرة بمواصلة التصعيد حتى رحيل رموز الفساد من المحافظة.

غضب مواطني أبين جاءت في ظل تدهور الخدمات وتعطل المرافق في مختلف أنحاء أبين، وسط وضع معيشي مأساوي، يعمقه نظام الشرعية المخترق إخوانيًّا بقرارات المسؤولين التنفيذيين هناك.

غضبة أبين جاءت بعد يومٍ واحد من صرخة اندلعت في مدينة سيئون التي تشهد عصيانًا مدنيًّا شاملا بالقطاعين العام والخاص، ومسيرات احتجاجية على تدهور المرافق والخدمات في المحافظة، حيث ندّد المواطنون بارتفاع الأسعار وغياب الخدمات وانهيار المرافق، وتفشي الفساد في المواقع الحكومية.

وكانت مسيرة شعبية انطلقت من أمام السدة القبلية بحي السحيل، إلى مقر فرع شركة النفط بالوادي والصحراء، قبل اتجاهها إلى ساحة قصر سيئون، فيما اكتسبت المسيرة زخمًا مع انضمام أعضاء اتحاد النقابات العمالية بالوادي، قبل مرورها بشارع الجزائر وصولًا إلى المنصة ومجمع الدوائر الحكومية.

يشير كل ذلك إلى أنّ الشعب الجنوبي حدّد مساره بشكل فعلي، وقرر الانتفاض على الأعباء التي يصنعها نظام الشرعية المخترق إخوانيًّا، وقد ثبت بالفعل أنّ من يراهن على صبر الجنوب وشعبه إنما يلعب بالنار لعبًا.

وفيما تعيش كافة محافظات الجنوب تحت وطأة أزمات معيشية مرعبة على مدار الفترات الماضية، فإنّ رياح الثورة ربما تهب بشكل أكبر في الفترة المقبلة، بما يمثّل ضربة قاسمة للمؤامرة التي تُحاك ضد الجنوب وشعبه، والتي تفاقمت كثيرًا على مدار الفترات الماضية.

في الوقت نفسه، فإنّ القيادة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي عليها استغلال هذا الحراك السياسي بما يُحدِث نقلة نوعية في مطالب ومساعي الجنوبيين الرامية إلى استعادة الدولة وفك الارتباط، حيث توجد حاجة ماسة لأن يتم تكثيف الجهود الرامية إلى إحداث هذه النقلة المهمة.