ثورة الجنوب والتغيير المطلوب

الأربعاء 17 مارس 2021 18:02:00
ثورة الجنوب والتغيير المطلوب

رأي المشهد العربي

من حضرموت مرورًا بأبين ومنها إلى لحج وصولًا للقلب النابض "العاصمة عدن".. مسارٌ اتخذته الاحتجاجات الغاضبة التي اندلعت في الجنوب على مدار الأيام القليلة الماضية، عبّرت عن حراكٍ شعبي طال انتظاره ليتخلص الجنوب من أزماته التي تصنعها "الشرعية".

احتجاجات هذه المرة تفوح منها رائحة الثورة الشاملة في كل قطاع، لكن الجانب الأهم هو ما يمكن أن يحدث في أعقاب هذا الحراك.

المجلس الانتقالي الجنوبي انخرط في غمار الحراك السياسي سريعًا، ولبّى نداء شعبه واستجاب لتحركاته، وأعلن اتخاذ المزيد من الإجراءات لا سيّما على الصعيد الأمني بما يضمن عدم تعكير صفو الحراك وبالتالي ضمان تحقيق المزيد من المكاسب.

الخطوة التي أقدم عليها الانتقالي يجب أن يتبعها المزيد من الإجراءات خاصة على الصعيد الدبلوماسي فيما يتعلق بالعمل على توصيل صوت الجنوبيين للعالم أجمع، ومدى الجُرح الذي أحدثه نظام الشرعية في عظام الجنوب مستغلًا مؤسّساته الإدارية.

"الظلم" الذي يتعرّض له الجنوب يجب أن يتم توثيقه أمام المجتمع الدولي، كخطوة أولى على طريق نقل تطلعات الجنوبيين ومساعيهم الرامية إلى تمكينهم من استعادة دولتهم التي لطالما يحلمون بها.

حراك المجلس الانتقالي السياسي في هذا الصدد يحمل أهمية بالغة فيما يتعلق بتحقيق المزيد من المكاسب السياسية والاستراتيجية لقضية الجنوب بشكل عام، وبالتالي لا يجب تفويت هذا الزخم بحالته الغاضِبة، وهي حالة نجمت بشكل رئيسي ومباشر عما يعيشه الجنوبيون من حياة محاصرة بالكثير من الأعباء والمعاناة.

كما أنّ دعم الانتقالي للشعب الجنوبي وتمسّكه بتحقيق تطلعاته تجلّت بشكل واضح في موقف المجلس من الدعوة السعودية الخاصة بعقد اجتماع عاجل في المملكة لبحث استكمال تنفيذ اتفاق الرياض.

بيان المجلس الانتقالي تضمّن التشديد على أهمية استكمال تنفيذ اتفاق الرياض وبدء مشاورات تشكيل الوفد التفاوضي المشترك، فيما يخص تفاهمات وقف إطلاق النار والملف الإنساني ومشاورات العملية السياسية، وذلك بما يضمن حقوق الشعب الجنوبي وتطلعاته الوطنية المشروعة.

يعني هذا الأمر بكل وضوح أنّ المجلس الانتقالي وهو يدير شؤون الجنوب فيما يتعلق بالوضع السياسي على وجه التحديد فإنّه يبقى محتفظًا باتخاذ ما يلزم من إجراءات تراعي تحقيق تطلعات الجنوبيين، وبالتالي فإنّ مطالب المواطنين في حراك الغضب "الراهن" من المؤكّد أنّها ستكون حاضرة على طاولة التفاوض وذلك ضمن الخيارات العديدة التي تملكها القيادة الجنوبية في إطار تعاملها مع مستجدات الوضع الراهن.