المطبلون ومنظمي حفلات الزار .. الى أين سيأخذون الجنوب ؟
أحمد عمر بن فريد
- قضية الجنوب .. حوارتنا مع الدبلوماسية العربية (2-1)
- رسالة أم الشهيد بن شجاع
- الأحقادُ لا تبني وطنا.. رواندا مثالاً (2 – 2)
- *الأحقاد لا تبني وطناً.. رواندا مثالا (1-2)*
-حينما دخلت القوات الشمالية الغازية للجنوب صيف عام 1994 م تحت مظلة " الشرعية الدستورية " كانت
تضم في كنفها وتحت جناحيها الكثير من القوئ الجنوبية التي قاتلت معها بدافع " الانتقام " و " الشماتة " .. أو بدافع تصفية الحسابات أو بدوافع أخرى !
وكان هنالك جزء من شعب الجنوب فرحاً بدخول القوات الغازية ظناً منه أن هذة الشرعية الدستورية ستتعامل مع الجنوب بعقلية الدولة وقوانين المواطنة المتساوية ..
-لكن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث ابد , ولم تمضي سوي بضعة أسابيع حتى تكشف لجميع الجنوبيين بلأ أستثناء ماهية " العقلية الزيدية " التي أحكمت قبضتها على كل مقدرات وخيرات الجنوب وتعاملت معه بعقلية المستعمر كما أقر بذلك علي محسن الأحمر ..
يبدو لي – وانا أشعر فعلا بمرارة كبيرة – أن تلك الأجواء التي سادت ما قبل حرب 94 م , تعيد نفسها مرة أخرى في ذات الأجواء المشحونة " جنوبياً " بروح الشماتة والأنتقام
والهيجان اللامسئول !! ..
حتى يبدو للمٌراقب من بعيد أننا نعيش حالة غياب تام للعقل القادر على الأتعاض من الماضي أوالذي يمكن أن يرسم صورة مشرقة للمستقبل , أو .. وكانما نحن نعيش الآن حفلة زار لا تسمع فيها الاا قرع الطبول وصراخ المٌوتورين والمغيبين ذهنياً...
-في جميع المراحل الماضية يثبت لي شخصياً بالدليل القاطع أن الله يساعدنا من حيث لا نعلم , ويصحح جميع أخطائنا حتى حماقاتنا , ويوقع خصومنا في هفوات وزلات ذات خسائر فادحة .. لكنني أخشى ان ينتقم الله منا بعد كل ذلك , لأننا لا نقدر نعمتة ولاً عطائة ولاً كل تلك الفرص التي يٌتيحها لنا مرة تلو اخرى ..!
ويبدو لي ايضا أننا
لاً نريد أن نتعلم , ولاً نريد أن نفهم كيف نحسن التعاون فيما بيننا كجنوبيين من خلال أدارة حوارت جادة بقدر ما نحسن ونجيد " حدة المواجهة " .. والضرب في بعضنا بقوة مفرطة دون أن نعلم أن النتيجة النهائية فيها , لن يسلم منها أحد ابدا !
- أكتب هذا الكلام وانا أتابع هذه الحملة الشرسة جدا من نفس العقلية التي أنتجت خسارة 94 ضد المجلس الانتقالي والتي تٌهّلل وتٌكبر بقدوم بن دغر رئيس حكومة الشرعية الى عدن .. صاحب مشروع الدولة الأتحادية ! اذا ..
عقلية الشماتة تكرر نفسها وتعيد أنتاج نفسها بحماقة كبيرة و بذات المقومات التي لا تنتج الا الخسارة والكوارث الوطنية ! ..
وعلى الرغم ان معايير القوة في عام 2018م تختلف تماما عنها في عام 1994 م في جانبها العسكري , الا أن الوحدة الوطنية في جميع الأحوال تمثل عاملاً حاسماً في أي نزاعات من هذا القبيل , وعلى الذين يراهنون على بن
دغر او الميسري أو مشروع الدولة الاتحادية أن يتذكروا ان هؤلاء الجنوبيين " الأفراد " ..
لن يكونوا الاً بمثابة " جسر عبور " للقوى الزيدية حتى تتمكن من الجنوب مرة أخرى بالكيفية التي تمكنت فيها منة يوم 7 / 7 .. وان هذه الدولة الاتحادية أن نجحوا في تمرير مشروعها – لا سمح الله – لا يمكن لها أن تستمر الا وتنقلب عليها قوى عسكرية بهذة الطريقة أو تلك .. وحينها على الشامتين .. والمغامرين .. أن يبحثوا عن عراب هذا المشروع بن دغر أو غيره والذي لن يجدوه طبعا ! وعليهم بعد ذلك أن يذهبوا الى العالم الخارجي
ومؤسساتة الدولية ل " يشتكوا " .. ويسألوا : أين ذهبت دولتنا الاتحادية ؟!! وحينها سيأتيهم الجواب الناجز : اذهبوا .. وعؤدوا من حيث أتيتم ..
يبدوا أنكم " مدمني " مشاكل وحروب , نحن نتعامل مع من يحقق الأمن والاستقرار في البلاد والمنطقة ويفرض نفسه !
ونحن لاً نحمي المغفلين ولا ندافع عنهم ...
-هذا الكلام ... نوجهه لمجموعة المطبيلن .. الشامتين ... المغامرين ... في الجسد الجنوبي بشكل عام , رغم علمنا الأكيد أن الطبقة العليا الموجهة لكل حفلات الزار
هذه لاًيهمها مصير الجنوب مستقبلاً ولن يعنيهم ماذا يمكن أن ينتج عن سياساتهم من كوارث , لأن مستقبلهم ومستقبل أولادهم وحتى أحفادهم .. " مؤمن " ! اما الشامتون .. وقارعي طبول الحرب ومنظمي حفلات الزار ,
وممزقي نسيجنا الوطني فسوف يلعنهم أولادهم وأحفادهم أكثر مما سيلعنهم التاريخ ...