إيران تعرقل الحل السياسي وتدفع الحوثي للتصعيد في الحديدة

الأحد 21 مارس 2021 23:58:00
إيران تعرقل الحل السياسي وتدفع الحوثي للتصعيد في الحديدة

تجد المليشيات الحوثية نفسها مرغمة على المضي قدما في تصعيدها على جبهات عديدة في الوقت الذي تتعرض فيه لضربات قاصمة من التحالف العربي الذي أضعف كثيرا من قوتها، إلا أن التعليمات الإيرانية التي تأتي إليها تمنعها من التهدئة أو حتى مجرد التفكير في الانخراط بحوار جديد من الممكن أن يقود إلى حل سياسي.

تتحكم إيران في قرارات المليشيات الحوثية بشكل كامل، ما يجعل العناصر الإرهابية بمثابة دمى تحركها طهران يمينا ويسارا وشرقا وغربا، وهو أمر ليس من الممكن الاستمرار فيه إلى ما لا نهاية تحديدا وأن المليشيات الحوثية تلقت ضربات قاصمة خلال الأيام الماضية، لكن ما يدفع للاستمرار في التصعيد أيضا أن هناك تجار حروب داخل المليشيات يسعون لاستمرار الصراع إلى ما لا نهاية حتى لا تتضرر مصالحهم حال جرى التوصل إلى حل سياسي.

تلعب إيران على وتر دعم هؤلاء التجار بما يكونون أكثر رغبة في الاستمرار في الصراع، هذا بالإضافة إلى أنها تغذي الانقسامات بين المليشيات حتى يكون هناك نزاعات مستمرة على السلطة وبالتالي فإن كل طرف يحاول إثبات ولائه إلى طهران من خلال التصعيد العسكري وارتكاب الجرائم الإرهابية.

السيطرة الإيرانية على المليشيات الحوثية من المتوقع أن تقود إلى تفكيكها حتى وإن استمر تقديم الدعم لأن التصعيد الحوثي سيقابله ضربات قوية من التحالف العربي وكذلك من القوات المشتركة في الحديدة، هذا بالإضافة إلى القوات المسلحة الجنوبية التي تلحق بها الهزيمة تلو الأخرى في جبهة الضالع.

وكشف مصدر سياسي مُطلع، عن موافقة مليشيا الحوثي الإرهابية بشكل مبدئي على الدخول في مشاورات جديدة، لكن التعليمات الإيرانية تقف أمام إتمام هذا الأمر، مشيرا إلى أن الوساطة العمانية أقنعت مليشيا الحوثي بالحوار مقابل فتح ميناء الحديدة أمام الاستيراد والمشتقات النفطية، وكذلك فتح مطار صنعاء.

ولفت إلى أن مليشيا الحوثي طالبت بحرية استقبال الخطوط الملاحية للميناء، وكذلك خطوط الطيران وفق تعليمات إيرانية، موضحا أن المليشيات الحوثية تسعى لفتح خطوط نقل بحرية وجوية مباشرة مع إيران، الأمر الذي يؤكد أن المليشيات تبحث عن مصالح إيرانية في اليمن، ولا يهمها مصلحة المواطنين بمناطق سيطرتها.

ونوه إلى أن الجانب العماني طلب من الحوثيين تخفيف لهجتهم العدائية تجاه المبادرة الأمريكية، وهو ما جعل المليشيات تتراجع عن وصف تلك المبادرة بالمؤامرة، والحديث عن استمرار النقاش حولها وليس رفضها.

يأتي ذلك في الوقت الذي أمطرت فيه المليشيات ‎الحوثية الإرهابية، المدعومة من إيران، اليوم الأحد، منازل ومزارع المواطنين في مديرية ‎الدريهمي جنوب محافظة ‎الحديدة، بعشرات القذائف المدفعية.

وأطلقت المليشيات الإرهابية، 18 قذيفة مدفعية على منازل ومزارع المواطنين بمنطقة دخنان جنوب غرب المديرية، وخلف القصف الهستيري الحوثي، حالة من الخوف والهلع في صفوف المدنيين.

كما حلقت اليوم الأحد، أربع طائرات بدون طيار لمليشيات الحوثي المدعومة من إيران، في سماء الحديدة، وانتشرت مُسيرات المليشيا الإرهايبة – التي رصدتها القوات المشتركة - فوق مناطق متفرقة من مديرية التحيتا.

وقتلت القوات المشتركة عددًا من عناصر مليشيات الحوثي الإرهابية، أمس السبت، خلال ضربها تمركزات مستحدثة بقطاع الدريهمي في الحديدة، ووجهت مدفعية القوات المشتركة نيرانها إلى مواقع المليشيات المدعومة من إيران، وأسقطت قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين، حيث نجحت في إخماد عدوان لمليشيات الحوثي الإرهابية على تجمعات سكانية في المديرية.