انتفاضة الجنوب لن تنطفئ

الاثنين 22 مارس 2021 18:03:00
انتفاضة الجنوب لن تنطفئ

رأي المشهد العربي

بالجنوب.. لن تعود عجلة الزمن إلى الوراء بعد أن انتفض أبناؤه ضد ممارسات الشرعية الإخوانية في محافظات عدة، ما ينبئ بمستقبل مليء بالتحركات الشعبية الرافضة لاحتلال القوى المعادية، وهو أمر سيمثل ضغطا على سلطة تنظيم الإخوان الإرهابي التي تحاول فرض سيطرتها عبر ممارسة كافة أشكال الانتهاكات بحق المواطنين في محافظات الجنوب.

الاحتجاجات التي اندلعت، اليوم الاثنين، في مدينة الحوطة بمحافظة لحج رفضا لفساد السلطة المحلية الموالية لتنظيم الإخوان الإرهابي، جاءت بعد أيام من مظاهرات مماثلة شهدتها المحافظة ذاتها وندد فيها المواطنون أيضًا بفساد المحافظ المدعو أحمد تركي الموالي للإخوان ودوره في تعطيل الخدمات وقطع الرواتب وتوزيع الأراضي على حاشيته.

وكذلك فإن المظاهرات التي اندلعت الأسبوع الماضي في سيئون وشبوة والعاصمة عدن ستكون قابلة للتكرار مجددا إذا استمرت انتهاكات سلطة الإخوان الغاشمة ضد المواطنين، وأن الاحتجاجات التي اشتعلت مؤخرا بعثت برسائل عديدة للشرعية الإخوانية مفادها أن أبناء الجنوب لن يصمتوا مجددا على ممارستها التي تستهدف السيطرة على مقدراتهم وتقف حائلا أمام تحقيق آمال وطموحات المواطنين المتمثلة في استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة.

حديث الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عن استعادة الوطن من خاطفيه يبرهن على أن انتفاضة الجنوب الشعبية لن تنطفئ وأنها تحظى بدعم سياسي من المجلس الانتقالي الذي يقوم بأدوار فاعلة جعلت الجنوب يمضي على طريق استعادة دولته، ويعد الحراك الشعبي جزءا مهما من أي تحركات سياسية ودبلوماسية تستهدف طرح قضية الجنوب على طاولة المجتمع الدولي.

كما أن استمرار مليشيات الشرعية في قمع المظاهرات لن يؤدي إلى إخمادها بل قد يدفع لمزيد من الاحتجاجات بعد أن وصلت حالة الرفض الشعبي للشرعية الإخوانية إلى ذروتها ولم يعد بالإمكان تحمل المزيد من الانتهاكات وحروب الخدمات التي لم تتوقف طيلة السنوات الماضية، تحديدا في ظل وجود حكومة تشكلت قبل ثلاثة أشهر لكنها لم تقم بعد بدورها.

تهدف مظاهرات أبناء الجنوب للضغط على الحكومة
لحلحة حالة الجمود التي أصابتها منذ الإعلان عنها، وبالتالي فإن الاحتجاجات تطال الأطراف المعرقلة لعملها، غير أن الرسالة الأهم التي وصلت لتلك الحكومة أنها لن تكون في معزل عن الغضب الشعبي الجنوبي تحديدا بعد أن استمرت أزمة الرواتب دون حل، وبعد أن تركت سلطة الإخوان تمارس انتهاكاتها ضد المواطنين بلا حساب أو عقاب.