التحالف العربي يضيق الخناق على الحوثي سياسيا وعسكريا
شكلت المبادرة التي أعلنت عنها المملكة العربية السعودية، اليوم الاثنين، لإنهاء الحرب في اليمن بمثابة ضغط سياسي على المليشيات الحوثية الإرهابية بالتزامن مع ضغوطات عسكرية فاعلة يقوم بها التحالف العربي خلال الأيام الماضية من خلال الضربات المكثفة التي استهدفت الحوثي في صنعاء ومأرب.
وجد التحالف العربي أن الوقت مناسب لتجديد دعوته من أجل وقف الحرب في اليمن مع دخول عامها السابع من دون أمد للحل، إذ أن العناصر المدعومة من إيران تلقت خسائر فادحة خلال الأيام الماضية جراء استهداف منظوماتها الدفاعية ومستودعات الأسلحة التابعة لها، كما أنها فشلت في التقدم بمأرب بعد أن أرغمتها ضربات التحالف على التراجع عن المواقع التي سيطرت عليها بفعل خيانة الشرعية الإخوانية.
يرى مراقبون أن التحالف العربي اختار التوقيت الأنسب لإعلان مبادرته السياسية، لأن المليشيات الحوثية تتعرض لضغوطات دولية بعد أن تمادت في تصعيدها ضد المملكة العربية السعودية، كما أنها في الوقت ذاته تواجه أزمة داخلية بعد أن تعرضت لهزائم وانكسارات عديدة خلال الأيام الماضية، كما أن التحالف أثبت قدرته على ضرب العمق الحوثي، تحديدا بعد ضربات صنعاء، مساء أمس الأحد.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يعلن فيها التحالف العربي رغبته في إنهاء الحرب، إذ أنه مع بدء جائحة كورونا أعلن تعليق الضربات مراعاة للأوضاع الإنسانية غير أن المليشيات الحوثية رفضت وقف الضربات بل أنها اتخذت من موقف التحالف ذريعة لممارسة جرائمها الإرهابية بحق الأبرياء في الحديدة بل أنها صعَدت من جرائمها ضد المملكة العربية السعودية بما اضطر التحالف لاستئناف الضربات مجددا.
تجد المليشيات الحوثية نفسها في موقف لا تحسد عليه في الوقت الحالي إذ أن عدم تجاوبها مع المبادرة السعودية يعني أنها رفضت السلام بشكل علني وهو ما يفتح الباب على مصراعيه لاستخدام الحل العسكري وتكثيف الضربات لإرغامها على الجلوس على طاولة المفاوضات، وفي تلك الحالة فإنه من المتوقع أن يكون هناك دعم دولي للتحالف العربي أكثر مما هو عليه الآن للتعامل مع الإرهاب الحوثي.
وأعلن وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة في اليمن، وقال في مؤتمر صحفي، إن المبادرة تهدف لوقف إطلاق نار شامل بمراقبة الأمم المتحدة، والتوصل إلى حل سياسي.
وأوضح أن المبادرة تشمل فتح مطار صنعاء أمام الرحلات، داعيًا المليشيات الحوثية الإرهابية والشرعية الإخوانية إلى القبول بالمبادرة، وجدد دعم المملكة لكل جهود السلام، متوقعًا دعم واشنطن والمجتمع الدولي المبادرة السعودية، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار سيساعد على الانتقال إلى مناقشة الحل السياسي، متابعًا أنه على المليشيات الحوثية الإرهابية تحديد إذا كانوا سيضعون مصلحتهم أولًا أم مصالح إيران.
ونبه إلى أن المبادرة السعودية تعد فرصة للمليشيات الحوثية الإرهابية لوقف معاناة المدنيين، مشددًا على أن المملكة تحافظ على حقها في الدفاع عن نفسها، وأكد بذل كل جهد للضغط على المليشيات الحوثية للقدوم إلى طاولة المفاوضات، مشددًا على أن المليشيات المدعومة من إيران تضع العقبات أمام الأمم المتحدة لمنع وصولها إلى خزان صافر.
أعلن التحالف العربي، مساء الأحد، عن نجاح غاراته في تدمير ورش تجميع الصواريخ البالستية وتفخيخ المُسيرات بمعسكر سلاح الصيانة في صنعاء، وشدد على أن عملية الاستهداف تهدف لتحييد وتدمير مصادر الهجوم الوشيك وحماية المدنيين، منوها بأن عملياته تتوافق مع القانون الدولي الإنساني، وقواعده العرفية.