النجاح المشروط للمبادرة السعودية.. ماذا لو لم يلتزم الحوثيون؟
زخم كبير أحدثته المبادرة التي أعلنتها المملكة العربية السعودية الداعية إلى وقف إطلاق النار عملًا على إفساح المجال أمام إنجاح مسار الحل السياسي.
وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان كان قد أعلن مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة في اليمن، وقال في مؤتمر صحفي، إنّ المبادرة تهدف لوقف إطلاق نار شامل بمراقبة الأمم المتحدة، والتوصل إلى حل سياسي.
وتشمل المبادرة فتح مطار صنعاء أمام الرحلات وفق الوزير السعودي الذي دعا المليشيات الحوثية الإرهابية ونظام الشرعية المخترق إخوانيًّا إلى القبول بالمبادرة.
وأكّد فيصل أن وقف إطلاق النار سيساعد على الانتقال إلى مناقشة الحل السياسي، موضّحًا أنّه على المليشيات الحوثية الإرهابية تحديد إذا كانوا سيضعون مصلحتهم أولًا أم مصالح إيران.
ونبه إلى أن المبادرة السعودية تعد فرصة للمليشيات الحوثية الإرهابية لوقف معاناة المدنيين، مشددًا على أن المملكة تحافظ على حقها في الدفاع عن نفسها.
المبادرة السعودية جدّدت الآمال التي تدفع نحو التوصّل إلى حل سياسي، لكن الأمر لا يعني تراجعًا عن تضييق الخناق على المليشيات الحوثية إذا ما عرقلت هذا المسار السياسي.
ففي هذا الإطار، أكّد المتحدث باسم التحالف العربي العميد الركن تركي المالكي، أن المبادرة السعودية لوقف النار تعد مبادرة سياسية.
وقال العميد المالكي في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية السعودي، إنّ دخول المبادرة حيز التنفيذ، مشروط بموافقة جميع الأطراف عليها.
تصريح متحدث التحالف يعني وبشكل مباشر أنّ تقديم المبادرة لا يعني التوقّف عن تضييق الخناق على الحوثيين، لكن الأمر يبقى متوقفًا على مدى التزام المليشيات المدعومة من إيران بهذا المسار.
يعني كل ذلك أنّ التحالف العربي لن يغض الطرف عن مواجهة إرهاب الحوثيين وذلك إذا أصرّت المليشيات على أن تسلك طريق التصعيد العسكري بما يحمله من مخاطر جمة على الوضع الإنساني في اليمن باعتبار أنّ هذا الأمر سببٌ رئيسٌ نحو إطالة أمد الحرب.
وبات من الواضح أنّ الكرة الآن ليست في ملعب التحالف العربي، لكن نجاح هذا الزخم السياسي يبقى متوقفًا على مدى التزام الحوثيين وهو أمرٌ لا يمكن ضمانه بأي حالٍ من الأحوال.
وإذا لم يبد الحوثيون التزامًا أو موافقة على هذا الحشد السياسي، فإنّ المرحلة المقبلة ستشهد تضييقًا للخناق على المليشيات الإرهابية بما يمثّل وسيلة ردع لإرهابها الذي تخطّى كل الخطوط الحمر.