بيان الانتقالي والمبادرة السعودية.. جنوح للسلام وانخراط مع الهوية وتمسّك بالقضية

الثلاثاء 23 مارس 2021 22:05:00
بيان الانتقالي والمبادرة السعودية.. جنوح للسلام وانخراط مع الهوية وتمسّك بالقضية

جنوح جديد نحو السلام وانخراط في إطار المشروع القومي العربي مع التمسّك بمطالب الجنوبيين عبّر عنها المجلس الانتقالي في التعاطي مع المبادرة السعودية التي ترمي إلى وقف إطلاق النار.

المجلس الانتقالي رحَّب بمبادرة المملكة العربية السعودية لوقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي شامل، وثمّن جهود دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، لضمان إحلال السلام الدائم، وتحقيق الاستقرار في الجنوب واليمن.

"الانتقالي" شدّد على أهمية المبادرة لشموليتها لجميع الأطراف كضمان حقيقي للتقدم تجاه حل دائم، لضمان التمثيل العادل، للتطلعات الوطنية المشروعة لشعب الجنوب، وحقه في استعادة وبناء دولته وهويته وسيادته.

وأكّد المجلس الانتقالي ضرورة إيجاد حلول عاجلة للأزمة الإنسانية المستفحلة، والانهيار الاقتصادي الشامل، معبرًا عن أسفه لتدهور الأوضاع المعيشية، وبذله كل الجهود لضمان الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية في الجنوب.

بيان المجلس الانتقالي جاء في أعقاب إعلان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عن مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة في اليمن، وقال في مؤتمر صحفي، إنّ المبادرة تهدف لوقف إطلاق نار شامل بمراقبة الأمم المتحدة، والتوصل إلى حل سياسي.

وتشمل المبادرة فتح مطار صنعاء أمام الرحلات وفق الوزير السعودي الذي دعا المليشيات الحوثية الإرهابية ونظام الشرعية المخترق إخوانيًّا إلى القبول بالمبادرة.

الوزير فيصل أكّد أن وقف إطلاق النار سيساعد على الانتقال إلى مناقشة الحل السياسي، موضّحًا أنّه على المليشيات الحوثية الإرهابية تحديد إذا كانوا سيضعون مصلحتهم أولًا أم مصالح إيران.

وأشار إلى أنّ المبادرة السعودية تعد فرصة للمليشيات الحوثية الإرهابية لوقف معاناة المدنيين، مشددًا على أن المملكة تحافظ على حقها في الدفاع عن نفسها.

موقف المجلس الانتقالي من المبادرة السعودية يحمل عدة دلالات، فهو من جانب يعبّر عن أنّ الجنوب يجنح دومًا نحو السلام ويبدي انخراطًا نحو الحلول السياسية والسلمية التي تقوم على جعل الكلمة الحاسمة هي التفاوض والبعد عن العنف.

في الوقت نفسه، فإنّ الجنوب عبر قيادته السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي يجدّد العهد والوعد بأنّه جزءٌ أصيل ومنخرط بشكل كامل إلى جانب المشروع القومي العربي الذي يعمل بشتى السبل على إجهاض المؤامرة الإيرانية الخبيثة الرامية إلى غرس بذور الفوضى الأمنية في المنطقة برمتها.

دلالة ثالثة ربما تكون هي الأهم في نظر الجنوبيين، وهي تخص موقف القضية الجنوبية من المستجدات الراهنة، وخيرًا فعل المجلس الانتقالي وهو أعلنها صراحةً بضرورة إشراك الجنوبيين في مفاوضات الحل السياسي بما يضمن حفظ حقوقه الكاملة وضمان استقرار الوضع المعيشي لمواطنيه وتلبية مطالبه الرامية إلى استعادة الدولة وفك الارتباط.

تمسّك المجلس الانتقالي بالعمل على تحقيق التطلعات المشروعة للشعب الجنوبي يمثّل مطالبة صريحة من القيادة السياسية الجنوبية بأن يتم تمثيل الجنوب في أي مفاوضات للحل السياسي الشامل، وهذا الأمر منصوصٌ عليه في اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي ونظام الشرعية برعاية سعودية في الخامس من نوفمبر من العام قبل الماضي.

ومن المهم للغاية أن يؤكّد المجلس الانتقالي على حق إشراك الجنوب في المفاوضات وذلك لتفويت الفرصة أمام المؤامرة الإخوانية الخبيثة القائمة على محاولة تهميش الجنوب ومنع المجلس الانتقالي من المشاركة في أي مفاوضات مستقبلية تخوفًا من أن تحقّق القضية الجنوبية مزيدًا من المكتسبات التي تزلزل الأرض من تحت أقدام نظام الشرعية.