المبادرة السعودية وزخم الحل السياسي.. الكرة في ملعب الحوثي
"الكرة في ملعب الحوثي".. رسالة يمكن استنباطها من التعاطي الواسع مع مبادرة الحل السياسي التي طرحتها المملكة العربية السعودية من أجل إحداث حلحلة سياسية تقوم على وقف إطلاق النار.
البداية كانت مع إعلان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عن مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة في اليمن، وقال إنّها تهدف لوقف إطلاق نار شامل بمراقبة الأمم المتحدة، والتوصل إلى حل سياسي.
وبحسب الوزير السعودي، تشمل المبادرة فتح مطار صنعاء أمام الرحلات، فيما دعا فيصل المليشيات الحوثية الإرهابية ونظام الشرعية المخترق إخوانيًّا إلى القبول بالمبادرة.
وأكّد فيصل أن وقف إطلاق النار سيساعد على الانتقال إلى مناقشة الحل السياسي، موضّحًا أنّه على المليشيات الحوثية الإرهابية تحديد إذا كانوا سيضعون مصلحتهم أولًا أم مصالح إيران.
وشدّد فيصل على أنّ المبادرة السعودية تعد فرصة للمليشيات الحوثية الإرهابية لوقف معاناة المدنيين، مشددًا على أن المملكة تحافظ على حقها في الدفاع عن نفسها.
الكثير من ردود الأفعال ومساحات التعاطي قد حظيت بها هذه المبادرة السعودية التي يمكن القول إنّها جدّدت الآمال بالدفع نحو إمكانية إحداث حلحلة سياسية على الأرض.
ففي هذا الإطار، تقول صحيفة "الشرق الأوسط"، إنّ اتساع دائرة التأييد الدولي للمبادرة السعودية لإحلال السلام في اليمن وضع مليشيا الحوثي تحت ضغط كبير للقبول بها لأن أي رفض سيحرجهم بوصفهم الطرف المُعرقل للسلام في اليمن.
الصحيفة أشارت إلى ضرورة اغتنام الفرصة من قبل الأطراف المعنية، من أجل تسهيل الوصول إلى اتفاق فوري يعيد اليمن إلى مسار السلام.
وبات على مليشيا الحوثي، وفق الصحيفة، سرعة الاستجابة للمبادرة، والتقاط المبادرة والإنصات لصوت العقل، والتحرر من التبعية للمشروع الإيراني في المنطقة.
في هذا السياق أيضًا، أكّدت صحيفة "البيان" الإماراتية، أنّ المبادرة التي قدمتها السعودية من أجل وقف إطلاق النار في اليمن فتحت آفاقًا جديدة للسلام، بما تضمنته من بنود تسد الذرائع التي يمكن لمليشيا الحوثي الإرهابية الدخول منها، لعرقلة جهود إعادة الاستقرار.
الصحيفة قالت إنّه مع شمول المبادرة السعودية في جوانبها الإنسانية والعسكرية والسياسية أصبحت المليشيات الإرهابية في مواجهة مع المجتمع الدولي، حال استمرارها في المراوغة والتهرب من استحقاق السلام.
وشددت على أن رفض مليشيا الحوثي الإرهابية للمبادرة السعودية سيجعلها في موقف محلي ودولي صعب، لأن المُستفيد من مضامين المبادرة هم السكان، الذين يتوقون لإيقاف الحرب وإعادة فتح مطار صنعاء، وانتهاء أزمة الوقود التي عصفت بحياتهم.
تعبّر كل هذه المواقف والقراءات على أنّ الكرة الآن في ملعب الحوثيين، وذلك بين أن تمارس المليشيات استجابة عملية وفعلية وحقيقية مع هذه المبادرة وبالتالي إفساح المجال أمام الحل السياسي الذي يخمد لهيب الأزمة الإنسانية المستعرة.
الوجه الآخر من السيناريو وربما يكون الأكثر احتمالًا يتعلق بإفشال هذه المبادرة من قِبل الحوثيين بتعليمات إيرانية عملًا على إطالة أمد الحرب وبالتالي التمادي في تهديد الأمن الإقليمي بما يخدم أجندة طهران في المنطقة.
وإذا ما أصرّ الحوثيون على إفشال هذه المبادرة عبر التعاطي السلبي معها، فإنّ الكرة ستنتقل بشكل مباشر إلى المجتمع الدولي الذي سيكون مطالبًا بأن ينظر إلى الأمور بعين حاسمة مفادها أنّ المليشيات الحوثية تقف حجر عثرة أمام الحل السياسي.
المجتمع الدولي إذا وضع هذه الحقيقة التي تم استخلاصها من تطورات الأوضاع على الأرض سيكون مطالبًا وبشكل حاسم وحازم بالعمل على ممارسة أكبر قدر من الضغوط على اختلاف أشكالها بما يضمن قصقصة أجنحة المليشيات التي تصر على التصعيد العسكري.