الحوثيون وكورونا.. كيف فشلت المليشيات في الاختبار القاتل؟

الأربعاء 24 مارس 2021 22:39:00
 الحوثيون وكورونا.. كيف فشلت المليشيات في "الاختبار القاتل"؟

تواصل جائحة كورونا تسجيل حضورها الطاغي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في وقتٍ تتبع فيه المليشيات سياسة شديدة الخبث تُفسِح المجال أمام المزيد من التفشي للوباء.

معلومات جديدة تم الكشف عنها توثّق أهوال ما يعانيه السكان من جرّاء هذا الوباء المرعب، حيث تقول مصادر طبية في صنعاء إنّ هناك تكدسًا لحالات كورونا داخل المستشفيات الحكومية والخاصة، في ظل تزايد الإصابات بشكل كبير مؤخرًا.

المصادر تحدّثت لـ"المشهد العربي" قائلةً إنّ هناك انتشارًا كبيرًا للحميات وفيروس كورونا، وسط غياب المراكز الطبية المُتخصصة لاستقبال مثل هذه الحالات.

وأضافت أن غرف العناية المُركزة امتلأت بالمرضى، وأصبحت المستشفيات ترفض استقبال الحالات الحرجة لعدم القدرة على استيعاب المزيد من الحالات.

ما كشفته المصادر وهو يبرهن على مدى تفشي جائحة كورونا في مناطق سيطرة الحوثيين، يأتي في وقتٍ تمارس فيه المليشيات ما يمكن اعتباره تجاهلًا كبيرًا لهذه الجائحة ولا تولي أي اهتمام باتخاذ تدابير احترازية.

الفترة الماضية شهدت تسارعًا كبيرًا في تسجيل حالات الإصابة بكورونا لا سيّما في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتفاقمت الأزمة بشكل كبير بالتزامن مع قرار أصدرته المليشيات قبل أيام بإلغاء المراكز المخصصة لاستقبال المصابين بهذا الفيروس.

ويُجمِع محللون على أنّ المليشيات الحوثية تمارس تجاهلًا واسع النطاق لحالات الإصابة بكورونا، كما أن المرضى يتم التعامل معهم في المستشفيات كأي مرض عادي رغم خطورة العدوى، وظهور حالات إصابة بالفيروس المتحور.

ولعل غياب الشفافية هو السبب الرئيسي في خروج الأمور عن السيطرة بشكل كبير، حيث يلاحظ أنّ هناك إصرارًا حوثيًّا على إخفاء المعلومات عن مدى تفشي الوباء.

تجلّى ذلك في إقدام المليشيات على إعدام مصابين بكورونا حتى لا يفتضح أمر التفشي، وحدث هذا الأمر في محافظتي إب وصنعاء عندما دفنت مليشيا الحوثي أعدادًا كبيرة من المصابين في مقابر جماعية تحت ذريعة تراكم الجثث في المستشفيات، مفندين أنّ من تم دفنهم هي جثث متراكمة ويتم التخلص منها بشكل متواصل.

الإهمال الحوثي الفظيع في التعاطي مع جائحة بحجم كورونا أمرٌ لا يثير أي استغراب وذلك بالنظر إلى حجم الإهمال الحاد الذي تمارسه المليشيات المدعومة من إيران عملًا على محاصرة السكان بين قطاعات عريضة من الأعباء التي لا تُطاق على الإطلاق.