تحذيرات الانتقالي.. النداء الأخير لإنقاذ مسار اتفاق الرياض
تحذير ربما يكون الأخير صدر عن القيادة السياسية الجنوبية، المتمثلة في المجلس الانتقالي، فيما يتعلق بمسار اتفاق الرياض وما يتعرّض له من محاولات لإفشاله.
الحديث عن عما صدر عن هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي التي حذّرت من محاولات المُتضررين من اتفاق الرياض الساعين لإقلاق السكينة العامة واستقرار المجتمع.
هيئة الانتقالي - في اجتماعها الدوري الثاني برئاسة الدكتور ناصر الخُبجي - نبّهت إلى توجيه فرق القتل والأعمال الإرهابية لإحداث الفوضى وإرهاب المجتمع لتنفيذ أجندات مشبوهة بعيدة عن مصالح المواطنين، وذلك من قبل أطراف باتت تجاهر بعدائها للتحالف ورفضها للاتفاق.
كما جدّدت الهيئة في دعوتها لحكومة المناصفة بتنفيذ التزاماتها المُعلنة، وسرعة الاستجابة لمطالب المحتجين الذين خرجوا للتظاهر في مختلف المحافظات، بعدما تم منحها الفرصة لمعالجة الأوضاع القائمة.
وثمنت الهيئة المبادرة التي قدمتها المملكة العربية السعودية لمعالجة الأزمة باليمن عبر الوقف الشامل لإطلاق النار، والدخول في المفاوضات، والتسوية السلمية بمشاركة جميع الأطراف، وفي مقدمتها المجلس الانتقالي الجنوبي.
بيان المجلس الانتقالي يحمل أهمية كبيرة فيما يتعلق بوضع كل طرف أمام مسؤوليته فيما يتعلق بمستقبل اتفاق الرياض الذي يتعرّض لخروقات على مختلفة الأصعدة.
فعلى الجانب العسكري، تمارس المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لنظام الشرعية تصعيدًا متواصلًا ضد الجنوب، وقد تجلّى ذلك خلال الساعات الماضية في انتشار عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في معسكرات بالجبال في وادي مرخة، بمحافظة شبوة، قادمين من محافظة مأرب عبر بيحان.
وكشفت مصادر محلية مطلعة عن استقدام المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لنظام الشرعية لهذه العناصر الإرهابية على أطقم عسكرية تابعة لمليشياتها.
على الصعيد الخدمي، تتجه الأمور إلى المزيد من الانهيار بشكل كامل في ظل تمادي نظام الشرعية المخترق إخوانيًّا في صناعة الأزمات المعيشية بشكل كبير بغية محاصرة الجنوب بين براثن هذه الأزمات والأعباء التي لا تُطاق على الإطلاق.
يُستدَل على ذلك بأنّ حرب الخدمات التي يشعلها نظام الشرعية قد أذاقت المواطنين "الحنظل"، فبدأت الحشود تملأ الشوارع في مشاهد احتجاجية تلفظ المؤامرة الإخوانية القائمة على صناعة هذه الأعباء.
تُشير كل هذه التطورات إلى أنّ بوصلة اتفاق الرياض تسير في الاتجاه الخاطئ وذلك بالنظر إلى إصرار المليشيات الإخوانية على التمادي في صناعة الأزمات الحياتية وكذا ممارسة تصعيدات عسكرية تحمل قدرًا هائلًا من الاستفزاز ضد الجنوبيين.
استنادًا إلى ذلك، فخيرًا فعل المجلس الانتقالي وهو يطلق تحذيرًا من هذا التردي الواقع على الأرض أمنيًّا وسياسيًّا وخدميًّا، بما يُحدِث تعقيدات للأوضاع على الأرض، من المؤكّد أنّها تنذر بتدمير شامل وناسف لمسار اتفاق الرياض، وهو أمر لا يُحبّذه دعاة الاستقرار والجانحون للسلام وفي مقدمتهم المجلس الانتقالي.