الحراك السياسي لإخماد نيران الحرب اليمنية.. كيف يعرف الطريق الصحيح؟
حالة من الزخم السياسي ترفرف في أرجاء اليمن تُجدّد المزيد من الآمال الرامية إلى وقف الحرب عبر عملية سياسية شاملة تُخمِد لهيب الحرب.
ففي هذا الإطار، أكّدت صحيفة الشرق الأوسط، في تقرير نشرته اليوم الخميس، أنّ الرباعية الدولية تدرس مبادرات سلام حول اليمن.
الصحيفة أشارت إلى اجتماع وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا على هامش اجتماعات منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في بروكسل.
وركّز الاجتماع، وفق الصحيفة، على مناقشة ملفات عدة في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، على رأسها مبادرات السلام المقترحة في اليمن، وجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث والمبعوث الأمريكي لليمن السفير تيموثي ليندركينج.
هذا الحراك السياسي يأتي في أعقاب طرح المملكة العربية السعودية مبادرة سياسية أحدثت حالةً من الزخم بشكل كبير وقوبلت بموجات ترحيب على صعيد واسع فيما يخص آمال الحل السياسي.
وكان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قد طرح مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة في اليمن، وقال إنّها تهدف لوقف إطلاق نار شامل بمراقبة الأمم المتحدة، والتوصل إلى حل سياسي.
وتشمل المبادرة فتح مطار صنعاء أمام الرحلات، بحسب الوزير السعودي الذي دعا المليشيات الحوثية الإرهابية ونظام الشرعية المخترق إخوانيًّا إلى القبول بالمبادرة.
وأكّد فيصل أن وقف إطلاق النار سيساعد على الانتقال إلى مناقشة الحل السياسي، موضّحًا أنّه على المليشيات الحوثية الإرهابية تحديد إذا كانوا سيضعون مصلحتهم أولًا أم مصالح إيران.
وشدّد على أنّ المبادرة السعودية تعد فرصة للمليشيات الحوثية الإرهابية لوقف معاناة المدنيين، وأن المملكة تحافظ على حقها في الدفاع عن نفسها.
كل ما يجري على الساحة في هذه الآونة يُعبّر عن حالة من الزخم السياسي التي تدفع نحو إمكانية التوصّل إلى عملية سياسية شاملة تُخمِد لهيب الحرب المستعرة منذ أكثر من ست سنوات.
الجانب المهم في هذا الإطار هو ما تحتاجه هذه الجهود لتحقيق المنشود منها، وهنا الحديث بكل وضوح عن ضرورة الاستفادة من تجارب السنوات الماضية، أو بمعنى آخر ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تضمن نجاح مثل هذه المسارات.
ولعل اتفاق السويد هو الدليل الأكثر وضوحًا على هذا الطرح، فالمسار الذي تم التوصّل إليه في ديسمبر 2018 نُظِر إليه بأنّه خطوة أولى على طريق الحل السياسي، لكن المجال تُرِك مفتوحًا أمام المليشيات الحوثية لتتمادى في خروقاتها وتصعيداتها بما أجهض هذه الآمال.
يعني هذا الأمر وبكل وضوح أنّ المجتمع الدولي إذا ما أراد وضع حد للحرب الراهنة، فإنّ هذا الأمر يبقى مشروطًا بأن يتم وضع إجراءات تُلزم المليشيات الحوثية الإرهابية على احترام وقف إطلاق النار والسير في طريق السلام.
ولن يتحقّق هذا الغرض السياسي والإنساني إلا من خلال تحييد قدرات وإمكانيات الحوثيين على إطالة أمد الحرب ومحاصرة المليشيات عبر الإجراءات التي تخمد لهيب الحرب.