الانتقالي حجر عثرة أمام محاولات تفريغ اتفاق الرياض

الاثنين 29 مارس 2021 18:10:00
الانتقالي "حجر عثرة" أمام محاولات تفريغ اتفاق الرياض

رأي المشهد العربي

تسعى الشرعية الإخوانية بكافة السبل لتفريغ اتفاق الرياض من مضمونه والعودة مجددا لأوضاع ما قبل التوقيع عليه وتنفيذ الجزء الأكبر من بنوده، غير أنها تواجه بصمود جنوبي يقوده المجلس الانتقالي الذي يقف بالمرصاد أمام تلك المحاولات، ويكثف جهوده للمضي قدما بالسير نحو الأمام عبر تنفيذ باقي بنوده بدلا من العودة مجددا لنقطة الصفر.

تبحث الشرعية الإخوانية عن تحقيق أكثر من هدف عبر إفساد اتفاق الرياض، إذ أنها تحاول بشتى الطرق إزاحة الانتقالي بعيدا عن أي مفاوضات شاملة للحل، بما يضمن توزيع ثروات الجنوب بينها وبين المليشيات الحوثية الإرهابية، كما أنها تدرك أن وجود الانتقالي في المباحثات يعني أنها لن تحصل على أي مكاسب سياسية بعد أن فقدت مواقعها التي سيطرت عليها في الشمال، بالتزامن مع فشل محاولاتها المستميتة بالتواجد في الجنوب.

وتدفع مليشيات الشرعية الإخوانية رغبة جامحة في استعادة نفوذها الذي فقدته داخل الحكومة بعد تشكل حكومة المناصفة، على الرغم من تباطؤ الأخيرة في إيقاف حالة الانهيار بالمرافق الخدمية الحيوية، في ظل معاناة شعبية، في مقابل ضغوط المجلس الانتقالي الجنوبي على أطراف حكومة المناصفة لاقتحام الأزمات وعدم الرضوخ لإرادة القوى المعادية.

إفساد اتفاق الرياض يحقق كذلك هدفا آخر للمليشيات الحوثية التي تؤمن بأن الصراع بين مليشيات الإخوان والجنوب يصب مباشرة لصالح توسيع نفوذها بعد أن تمكنت من الهيمنة على غالبية محافظات الشمال، وبالتالي فإنها لا تتوقف عن محاولات استهداف الجنوب لكنها تصطدم بقوة مسلحة جنوبية تجعلها تقف عند حدود محافظة الضالع من دون أن تتمكن من اختراق محافظات الجنوب.

تتنوع جهود الانتقالي للتعامل مع مؤامرات الشرعية الإخوانية، إذ أنه يدفع باتجاه التعامل مع الأزمات الاقتصادية والمعيشية في الجنوب وهي أحد الأدوار التي تخلت عنها الحكومة، وهو ما كان دافعا نحو العمل على إعادة هيكلة القطاع النفطي في الجنوب وكذلك هيكلة البنك المركزي، كما أن الانتقالي تحرك لمجابهة الموجة الثانية لفيروس كورونا في حين كانت الحكومة غائبة عن متابعة الإجراءات الاحترازية المتبعة للتعامل مع الأزمة.

وكذلك فإن الانتقالي يقوم بجهود دبلوماسية ضخمة يوميا بما يضيق الخناق على أية محاولات من شأنها تجاوز الاتفاق أو إبقاء حالة الجمود الحالية التي تستهدف بالأساس تفريغه من مضمونه، هذا بالإضافة إلى الجهود العسكرية في المحافظات التي تشهد بين الحين والآخر الدفع بعناصر إرهابية.