التمسك باستعادة الدولة يعزز مكاسب الجنوب
رأي المشهد العربي
تحمل تصريحات قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي تأكيدا متكررا على مطلب استعادة الدولة، ما يؤكد على أن هذا الهدف غير قابل للتفاوض أو المساومات وأن هناك رؤية موحدة جنوبية على أهمية استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، الأمر الذي يعزز من مكاسب الجنوب في أي تحركات مستقبلية تدفع نحو حل قضيته.
منذ أن تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي في العام 2017، ويأتي مطلب استعادة الدولة على رأس الأولويات، وتسير جميع الخطوات السياسية والعسكرية والدبلوماسية في هذا الطريق، إذ أن مشاركة الانتقالي في حكومة المناصفة جاءت وفقا لمبدأ أساسي لم يتراجع عنه وهو أن هناك هدفا أسمى يتمثل في استعادة الدولة، وأن المشاركة في اتفاق الرياض تدعم هذا الطريق وتعزز أدوات الانتقالي في التحرك دوليا نحو الترويج لقضية الجنوب والحصول على دعم دولي يساهم في بناء دولة حديثة.
كما أن الخطوات العسكرية التي انتهت بتحرير الجنوب من مليشيات الحوثي الإرهابية وعناصر تنظيمي داعش والقاعدة، ومن ثم الدخول في معارك طاحنة مع مليشيات الشرعية الإخوانية انتهت بطرد المجاميع الإرهابية من العاصمة عدن، وكذلك إرغام عناصرها على الانسحاب من أبين، بالإضافة إلى تحرير جزيرة أرخبيل سقطرى من سلطة الإخوان الغاشمة، ونهاية بالنضال الحالي في وجه المليشيات الإرهابية في شبوة ووادي حضرموت جميعها خطوات تصب في صالح استعادة دولة الجنوب.
والأمر ذاته بالنسبة للتحركات الدبلوماسية للمجلس الانتقالي سواء على مستوى اللقاءات العديدة التي يعقدها الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في مقر إقامته، أو على مستوى الزيارات الخارجية التي يقوم بها، وفي كل اللقاءات يكون الحديث أولا عن ضرورة استعادة الدولة، وإنهاء مشاريع الاحتلال اليمنية التي تقف عائقا أمام تحقيق رغبات الجنوب وتطلعاته، وهي تحركات تمهد لتنسيق الجهود بشأن آليات طرح قضية الجنوب على المجتمع الدولي.
لابد من أن يدرك المجتمع الدولي بأن مطلب استعادة الدولة يُعد على رأس أولويات الانتقالي باعتباره ممثلا شرعيا عن الجنوب في حكومة المناصفة، وأنه من غير الوارد أن يجري الالتفاف على هذا المطلب مهما كانت التغيرات السياسية والعسكرية على مستوى الأزمة اليمنية التي تدخل عامها السابع من دون حل.
تحاول قوى الشمال تجاوز الانتقالي في مفاوضات الحل الشامل إن جرى التوافق عليها، لكن في المقابل فإن تجاوز الانتقالي أضحى أمرا غير ممكن في الوقت الحالي، بعد أن أصبح ممثلا في الحكومة المعترف بها دوليا، هذا بالإضافة إلى حضوره القوي على الأرض في محافظات الجنوب وشعبيته الطاغية التي تبرهن على أن الجنوب لا بد أن يكون جزءا أصيلا من الحل.