رسالة الكونجرس.. هل تعيد رسم إطار التعامل الأمريكي مع الحوثيين؟
في الوقت الذي تتفاقم فيه حدة الاعتداءات التي ترتكبها المليشيات الحوثية الإرهابية، تتوالى الدعوات في الداخل الأمريكي نحو إعادة تصنيف المليشيات إلى قائمة التنظيمات الإرهابية.
الحديث عن مطالبة تسعة نواب في الكونجرس الأمريكي في رسالة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن، بإعادة تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية.
وقالت الرسالة التي جمع توقيعاتها النائبان الجمهوريان كلوديا تيني وجو ويلسون، إن كل الشروط متوفرة لتصنيف الحوثيين على قائمة الإرهاب، وأنّ شطب المليشيات المدعومة من إيران من القائمة بدد فرص السلام في المنطقة.
ووصفت الرسالة قرار وزارة الخارجية الأمريكية بأنه خاطئ ويبعث برسالة خاطئة.
هذا التحرك النيابي الأمريكي يأتي في أعقاب تصاعد حدة الاعتداءات التي ترتكبها المليشيات الحوثية سواء في داخل اليمن أو في سلسلة الهجمات الإرهابية التي يرتكبها هذا الفصيل ضد المملكة العربية السعودية.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أقدمت على التراجع عن تصنيف المليشيات الحوثية كتنظيم إرهابي، في خطوة رآها محللون بأنّها منحت المليشيات الضوء الأخضر نحو التمادي في ارتكاب جرائمها المدرجة في إطار جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.
هذا التراجع الأمريكي تزامن معه اتباع سياسة إدانة الهجمات والاعتداءات الحوثية لا سيّما التي تستهدف السعودية، ما يعني أنّه محاولة من واشنطن لمسك العصا من المنتصف، لكنّها لا يبدو أنّها سياسة مجدية بأي حالٍ من الأحوال.
التعامل الأمريكي يتوجب أن يقوم على إظهار عين حمراء في مواجهة الإرهاب الحوثي، وأن تحرص واشنطن على اتخاذ كافة الإجراءات التي تردع ما يمارسه الحوثيون من إجرام واسع النطاق.
وفيما يُنظر إلى الإرهاب الحوثي باعتباره يهدّد الاستقرار الإقليمي وكذا العالمي، فإنّ لجم هذا الإرهاب يستلزم أيضًا ضرورة محاصرة السياسات الإيرانية التي تقوم على تكثيف الدعم المسلح لمثل هذه الفصائل، باعتبار أنّها تخوض في الأساس حربًا بالوكالة عن إيران.