المؤامرة العسكرية والسياسية على الجنوب.. كيف يُجهِضها الشعب؟
تكشف كافة التطورات السياسية بل والعسكرية أيضًا أن المؤامرة التي تُحاك ضد الجنوب استعرت كثيرًا في الفترة الماضية، بما يفرض ضرورة الانتباه والتكاتف الجنوبي بشكل جيد دفعًا نحو كبح جماح هذه المؤامرة الخبيثة.
فعلى الصعيد السياسي، يحاول نظام الشرعية المخترق من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي تهميش المجلس الانتقالي وحرمانه من أي حضور سياسي على الأرض، لا سيّما في أي مفاوضات تُجرى عملًا على التوصّل إلى حل سياسي.
محاولات نظام الشرعية لتهميش دور المجلس الانتقالي أمرٌ مرتبط بمدى الرعب الذي تحمله المليشيات الإخوانية من أن يتمكّن من تحقيق المزيد من المكتسبات السياسية بما يخدم مسار القضية الجنوبية الرامية إلى استعادة الدولة.
الاستهداف الإخواني للجنوب لا يقتصر على هذا النحو، فالأيام القليلة الماضية شهدت تصعيدًا عسكريًّا جديدًا مارسته المليشيات التابعة لنظام الشرعية ضد الجنوب، بما يمثّل خرقًا لبنود اتفاق الرياض.
أحدث صنوف هذا التصعيد تمثّل في اعتداء شنّته المليشيات الإخوانية، يوم الاثنين، على نقاط أمنية جنوبية في منطقة الخبر شرق مدينة شقرة بمحافظة أبين.
وكشفت مصادر محلية أنّ هذا الهجوم الإرهابي قاده الإرهابيان المدعوان مشعل الكازمي والعوبان.
بالإضافة إلى ذلك، فقد مارست المليشيات الإخوانية مؤخرًا أيضًا، عمليات تحشيد ضد الجنوب بغية الزج بعناصرها الإرهابية مستعينة أيضًا بعناصر تنظيم القاعدة، بغية الانتشار على أرض الجنوب، ومن ثم ممارسة الاعتداءات على مواطنيه.
هذا التحشيد الإخواني تجلّى خلال الأيام الماضية في محافظات شبوة وأبين والمهرة ووادي حضرموت، ضمن تحركات واعتداءات تستهدف في نهاية المطاف النيل من أمن العاصمة عدن واحتلالها باعتبارها الهدف الأكبر الذي تسعى لتحقيقه المليشيات الإخوانية الإرهابية.
تكشف هذه التطورات.
كل هذا الذي يجري على الأرض يشير إلى أنّ المواجهة اقتربت على ما يبدو من مرحلة الحسم، ويرى محللون أنّ الأمر يتوقف الآن بين إما تحقيق الجنوبيين المزيد من المكاسب على الأرض أو أن تتمادى المليشيات الإخوانية في مؤامراتها الخبيثة والمشبوهة.
ومن أجل المحافظة على المكاسب السياسية التي يحقّقها الجنوب في هذه الفترة الصعبة، يُجمع محللون على ضرورة التلاحم والالتفاف إلى جانب المجلس الانتقالي الجنوبي عملًا على صد هذه الاعتداءات والمؤامرات التي تُحاك ضد الجنوب وشعبه.
ولا شك أنّ تقوية الحاضنة الشعبية التي يملكها المجلس الانتقالي ستكون الجسر الذي يعبر من خلاله الجنوب نحو تحقيق المزيد من المكاسب التي ترمي في نهاية المطاف نحو تحقيق الحلم الأكبر المتمثل في استعادة الدولة.
يتفق مع ذلك الناشط السياسي نافع بن كليب، الذي دعا للتمسك بالمجلس الانتقالي الجنوبي والالتفاف حوله لمواجهة تلك المؤامرات.
"بن كليب" قال في تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "ندرك بأن هناك تحركات مكثفة للمليشيات الإخوانية وقيادتها في المهرة ووادي حضرموت وشبوة وأبين لتنفيذ مخططاتها ومؤامراتها بتمكين سيطرتها ولغزو العاصمة عدن وباقي محافظات الجنوب لنسف القضية الجنوبية، لذا علينا التمسك بالمجلس الانتقالي الجنوبي والالتفاف حوله لمواجهة هذه المؤامرات".