انتخابات الحوثي الصورية.. لماذا تشرعن المليشيات جرائمها؟
تولي المليشيات الحوثية الإرهابية اهتمامًا كبيرًا بالعمل على "شرعنة" الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها، وتخلّف أعباءً على خصوم هذا الفصيل وكذا قاطنو المناطق الخاضعة لسيطرته.
"شرعنة الجرائم" من قِبل الحوثيين يتم من خلال الحرص على إجراء انتخابات برلمانية أقل ما توصَف بأنّها صورية، ضمن تحركات سياسية تحمل الكثير من الخبث لهذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران.
ففي هذا الإطار، بدأت لجنة الانتخابات التابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية في صنعاء استعدادات لتنفيذ انتخابات برلمانية جزئية، في خطة لإبعاد عشرات البرلمانيين.
هذا التحرك الحوثي يأتي بعد أربعة أيام من إقرار برلمان المليشيات المدعومة من إيران "غير مكتمل النصاب" بفصل 44 عضوًا برلمانيًا.
يأتي هذا فيما علم "المشهد العربي" من مصدر مطلع أنّ لجنة انتخابات المليشيات عقدت اجتماعًا لبحث تنفيذ الانتخابات في مقاعد البرلمانيين المفصولين.
حرص المليشيات الحوثية على إجراء الانتخابات وعقد الجلسات هي خطوة صورية للغاية، ترمي من خلالها المليشيات إلى استهداف هذا الحراك في معاقبة خصومها الذين قد يقفون حجر عثرة أمام مساعي المليشيات التمدّدية.
في الوقت نفسه، فإنّ المليشيات الحوثية تسعى أيضًا من خلال هذه الجلسات البرلمانية إلى إصدار قوانين تشرعن جرائم النهب والسلب التي ترتكبها المليشيات وتُحدِث كلفة شديدة البشاعة على السكان.
يُشير كل ذلك إلى أنّ المليشيات الحوثية لا تتعامل مع مجريات الأمور من منطلق سياسي أو قانوني، لكن هذا الفصيل الإرهابي يبقى شغله الشاغل هو العمل على تكوين الثروات الضخمة، وذلك من خلال التمادي في جرائم النهب والسطو.
إقدام الحوثيين على شرعنة مثل هذه الجرائم هو أمرٌ تسعى من خلاله المليشيات لتفادي المحاسبة على مثل هذه الجرائم التي كثيرًا ما تحاصر السكان بين أعباء ضخمة، لا سيّما فيما يخص تفشي حالة الفقر على صعيد واسع في المناطق الخاضعة لسيطرة هذا الفصيل.