استراتيجية الانتقالي.. القوة الهادئة التي تلبي تطلعات الجنوبيين
حملت التصريحات الأخيرة للرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في كلمة بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، العديد من الرسائل، لخّصت الاستراتيجية التي تتبعها القيادة الجنوبية في التعاطي مع المستجدات الراهنة.
ففي كلمته، شدّد الرئيس الزُبيدي على أنّ المجلس الانتقالي الجنوبي حرص على حمل رسالة السلام لحقن الدماء، والوصول إلى حلٍ عادلٍ لقضية شعب الجنوب، وحقه في تقرير مصيره السياسي واستعادة دولته.
الرئيس الزُبيدي أكّد أيضًا أنّ الواقع يؤكد أن هناك من يختطف القرار من منظومة الشرعية الإخوانية، ويسعى للحرب والعنف والدمار.
كما دعا رئيس "الانتقالي"، التحالف العربي إلى وضع حد لسياسات الشرعية الإخوانية لتعميق الأزمة والتحشيد على مختلف الجبهات مع الجنوب، ونشر الجماعات الإرهابية، مضيفا أنها تتخذ من الجنوبيين عدوًا تقاتله.
تصريحات الرئيس الزبيدي يمكن القول إنّها تضع النقاط فوق الأحرف، وتسمي الأمور بمسمياتها بشكل كبير، وذلك فيما يخص تعاطي الجنوب وقيادته مع المستجدات على الساحة.
فمن جانب، حملت تصريحات الزُبيدي تأكيدًا بأنّ الجنوب يجنح دومًا نحو السلام وإعلاء قيمة تحقيق الاستقرار، وهذا الأمر لا يقتصر على كونه تصريحًا دبلوماسيًّا لكن التحركات الفعلية تشير إلى أنّ الجنوب ينخرط في هذا المسار.
فعلى مدار الفترات الماضية، تحلّى الجنوب بأقصى درجات الالتزام فيما يتعلق بالتعاطي مع اتفاق الرياض وذلك حرصًا على إنجاح هذا المسار الذي يحمل أهمية استراتيجية بالغة فيما يخص ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
الجنوح نحو السلام تجلّى بشكل واضح فيما يخص إدارة مجريات قضية استعادة الدولة، فالمجلس الانتقالي يتبع خطوات سلمية نحو تحقيق هذه الغاية، وهذه الخطوات تُعلِي من قيمة تحقيق الاستقرار ولا تقوم على الارتكان للقوة في إطار تحقيق هذه التطلعات.
جنوح القيادة الجنوبية نحو السلام والاستقرار هي استراتيجية "الهادئ القوي"، فالمجلس الانتقالي يعمل على تحقيق غايات شعبه وتحقيق الحلم الأكبر المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط، لكن دون الارتكان إلى العنف.
ولأنّ هذه الاستراتيجية "السلمية" قد يُساء فهمها من قِبل أعداء الجنوب الذي قد يُقيّمون الأمر بأنّه يأتي من منطلق موقف ضعف، فإنّ المجلس الانتقالي دائمًا ما يؤكّد على التزامه بالعمل على حفظ أمن الوطن وصد التهديدات التي تحاصره.
هذا التأكيد الجنوبي يعني أنّ استخدام الجنوب للقوة هو أمرٌ من منطلق دفاع عن النفس، لا سيّما أنّ المليشيات الإخوانية تصر على التصعيد العسكري ضد الجنوب وشعبه، وذلك عملًا على إفشال مسار اتفاق الرياض بشكل كامل.