ضربات التحالف في مأرب.. تؤلم الحوثي وتزيد أوجاع الإخوان
استطاعت ضربات التحالف العربي التي تستهدف المليشيات الحوثية في مأرب إيقاف تقدم العناصر المدعومة من إيران، ما كان سببًا رئيسيًّا في عدم سقوط المدينة بالكامل حتى الآن، لكن أهمية هذه الضربات لا تتمثل فقط في كونها ألحقت خسائر عسكرية فادحة في صفوف المليشيات الحوثية، لكنها ضاعفت من أوجاع مليشيات الإخوان التي تنتظر سيطرة الحوثي على المحافظة للتوجه جنوبا.
يرى مراقبون أن الحوثي ليس فقط المتضرر من هذه الضربات التي تأتي بالتزامن مع مقاومة قبائل المحافظة، وأن مليشيات الإخوان الإرهابية تعد متضررة أيضا لأنها تضرب التنسيق بينها وبين الحوثي في مقتل، وأن الاتفاق الذي يقضي بتقسيم الجبهات بين الطرفين لا يرى طريقه نحو التنفيذ على أرض الواقع، لأنه يقوم بالأساس على تسليم مأرب للعناصر الحوثية.
تضع ضربات التحالف العربي مليشيات الإخوان الإرهابية في مأزق لأكثر من سبب، إذ أنها تكشف خيانة الشرعية الإخوانية لدول التحالف، بعد أن قدم التحالف كل الوسائل الممكنة لتطهير مأرب من الحوثيين، تحديدًا وأن تلك الضربات تشكل غطاء جويا يضمن التفوق على الأرض لصالح قوات الإخوان كما أنها مدعومة أيضا من القبائل التي تخوض معارك ضارية هناك.
أما المأزق الثاني فهو يرتبط بعلاقة قوات الإخوان بالمليشيات الحوثية والأطراف الإقليمية الأخرى التي تدعمها، إذ أن حزب الإصلاح وعناصره داخل قوات الجيش أضحى غير قادر على الالتزام بالاتفاقات الخفية التي دعمت سيطرة الحوثي على محافظات الشمال في مقابل اتجاه العناصر الإخوانية إلى الجنوب على أن يكون ذلك مصحوبًا بفوضى أمنية في المحافظات الجنوبية تشل قدرة التحالف العربي على مجابهة العناصر المدعومة من إيران.
قال الناشط السياسي نافع بن كليب، اليوم، إن مسلسل التآمر الإخواني أصبح واضحًا للعيان، مؤكدًا أن ما يسمى بالجيش الوطني له ستة أشهر يخوض معارك في مختلف الجبهات ولم يستطيع تحرير محافظة مأرب فقط من مليشيات الحوثي الإرهابية.
وكتب في تغريدة عبر "تويتر": "ما يسمى الجيش الوطني الإخواني في مأرب له ستة أشهر يخوض معارك في مختلف الجبهات ولم يستطيع تحرير محافظة مأرب فقط من المليشيات الحوثية رغم دعم التحالف اللوجستي له والغطاء الجوي"، وأضاف: "أصبح مسلسل التآمر الإخواني واضحا للعيان رغم عدم وجود محمد العرب في مأرب".
ومن جانبه قال الكاتب الصحفي وضاح بن عطية، اليوم، إنه يوجد تنسيق بين جماعة الإخوان باليمن ومليشيات الحوثي الإرهابية على تسليم مأرب مقابل توسع الإخوان في الجنوب.
وكتب في تغريدة عبر "تويتر": "تبعد مليشيات الحوثي 12 كيلو مترا عن وسط مدينة مأرب والمجمع الإداري وأصبحت المدينة محاصرة من ثلاث جهات وتعزيزات المنطقة الأولى تصل العرقوب في أبين"، وأضاف: "واضح جدًا أن هناك تنسيقا بين الحوثي وإخوان اليمن على تسليم مأرب مقابل توسع الإخوان في الجنوب".
كشفت صحيفة "البيان" الإماراتية، عن تدمير مقاتلات التحالف العربي رتلًا كاملًا من المدرعات والآليات العسكرية التابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية بمحافظة مأرب، ونقلت الصحيفة، عن مصادر قولها إن مقاتلات التحالف رصدت تعزيزات كبيرة عسكرية للمليشيا الحوثية تضم آليات وعربات مدرعة غرب مأرب.
ولفتت إلى أن المقاتلات نفذت سلسلة غارات على مواقع المليشيات الحوثية، ما أسفر عن تدمير الآليات والعربات المدرعة، وأشارت إلى أن المليشيات الحوثية شيعت 21 عنصرًا تابعًا لها، بينهم 12 ضابطًا بارزًا قتلوا في ضربات للتحالف العربي.