قوات الأحمر التي أضحت منظمة إرهابية
رأي المشهد العربي
هناك جملة من الوقائع تبرهن على أن مليشيات الإخوان حوَلت قوات الجيش اليمني إلى منظمة إرهابية، بدءا من طرد أي عناصر عسكرية لديها خبرات على الأرض واستبدالها بمدنيين ينتمون سياسيا إلى حزب الإصلاح، إلى جانب عملها على تزوير كشوف المنتمين لقوات الجيش بغرض الحصول على المخصصات المالية الخاصة بهم وتوظيفها لصالح العمليات الإرهابية التي تشنها ضد الجنوب، ونهاية باستعانتها بالعناصر الإرهابية لتكون في صفوف المقدمة.
الأنباء التي تواترت عن تعيين المدعو عبد الحكيم عبد الرب الشدادي قائدًا للواء 159، الموالي لمليشيات الشرعية الإخوانية، ليخلف شقيقه سيف الدين في قيادة اللواء، الذي تولى قيادته بعد رحيل والدهما عبد الرب الشدادي، يبرهن أيضا على أن حزب الإصلاح حول قوات الجيش إلى منظمة إرهابية يجري فيها توزيع الرتب العسكرية والمناصب على حسب أهوائهم.
التغييرات التي حدثت على نحو متسارع في قوات الجيش بدأت منذ أن تواجد جنرال الإرهاب المدعو علي محسن الأحمر في منصب نائب الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، إذ عمد أولا على اختيار شخص هدفه الأساسي تفكيك هذه القوات وليس لديه الأحقية في أن يرفض أي قرارات تُملى عليه ووجد ضالته في وزير الدفاع الحالي المدعو محمد علي المقدشي، والذي تحدث عن أن قوات الجيش أضحت في الشوارع وأنه لا يسعى لتحرير صننعاء.
هناك أسباب عديدة تدفع حزب الإصلاح للقيام بمهمة القضاء على التركيبة المتعارف عليها للجيوش، إذ أن ذلك يضمن استمرار هيمنة المليشيات الحوثية الإرهابية على محافظات الشمال، بل إن هذه التغييرات قادت العناصر المدعومة من إيران للسيطرة على الشمال من دون أن تكون هناك قوة عسكرية على الأرض تستطيع التعامل معها.
ولعل أكبر دليل على ذلك أن اللواء 159 الذي يجري توزيع المناصب فيه على الأقارب والأخوة لديه وجود في محافظة مأرب ومن المفترض أن يجابه المليشيات الحوثية التي تقترب من فرض سيطرتها الكاملة على المحافظة، لكن قوات الشرعية تتعامل كأنها ليس من مهمتها الدفاع عن الأرض والعرض وتترك المهمة لرجال القبائل الذين تصدوا لهجمات مليشيا الحوثي الإرهابية التي اشتدت خلال الآونة الماضية.
السبب الثاني يرتبط بمواجهة الجنوب إذ أن تحويل قوات الجيش إلى مليشيات إرهابية هدفه استهداف القوات المسلحة الجنوبية والبحث عن وسائل غير مباشرة لاختراق الجنوب عبر الزج بهذه العناصر إلى محافظات الجنوب على أنهم أشخاص مدنيون ينزحون من الشمال، وهو أمر فضحه الجنوب مرات عدة على مدار العامين الماضيين.