رسالة إلى الشرعية.. التغريدات لن تُعيد الجبهات
رأي المشهد العربي
تشهد الجبهات -التي يُفترض أن تكون مشتعلة بالمواجهات مع المليشيات الحوثية- حالةً من الركود والخمول، من جرّاء ما يمارسه نظام الشرعية من تراخٍ وتآمر يمنح الحوثيين فرصة التمدُّد على الأرض.
وفيما افتضح أمر الشرعية على الملأ، لا سيّما بالنظر إلى قدر الخيانات التي مورست على الأرض، فقد باتت تعج حسابات قيادات وعناصر هذا النظام المخترق إخوانيًّا بالتغريدات والتدوينات التي تحاول نقل صورة للمجتمع الدولي حول كون النظام يحارب المليشيات المدعومة من إيران.
حقيقة الميدان تشير إلى عكس ذلك، فعلى مدار السنوات الماضية لم يستطع نظام الشرعية استعادة أي قطعة أرض من قبضة الحوثيين، بل حدث ما هو أبشع من ذلك فجبهة مأرب مثلًا التي كانت قد بذلت القوات المسلحة الإماراتية جهودًا مضنية من أجل تحريرها، ها هي الأرض عادت إلى قبضة المليشيات الحوثية إثر التآمر الذي مارسه نظام الشرعية.
الخيانات الإخوانية التي تسمح للحوثيين بالتمدّد على الأرض تحمل مخاطر مرعبة على مشروع التحالف العربي، بالنظر إلى أنّ المليشيات تنفّذ في الأساس أجندة إيرانية خبيثة تقوم على ضرب الاستقرار في المنطقة بشكل كامل، وبالتالي فإنّ هناك حاجة ماسة لمواجهة أجندة التآمر الإخوانية.
الجانب المخيف أيضًا في هذا السيناريو الإخواني الخبيث، أنّ مليشيا الشرعية وهي تمارس الانبطاح أمام الحوثيين، فهي تترك القبائل في مواجهة مفتوحة مع المليشيات المدعومة من إيران، في مواجهة من المؤكّد أنّها غير متكافئة بأي حالٍ من الأحوال.
وفيما قد وصلت الرسالة بالفعل إلى من يهمه الأمر، وبالتالي ساءت صورة نظام الشرعية بشكل كبير، فإنّ هذا الفصيل المخترق إخوانيًّا يحاول على الدوام غسل سمعته، ليحوّل المواجهة إلى مجرد مواجهة "تويترية" لن تغني ولن تثمر من جوع.