جبهة مأرب الملتهبة.. بين الانتحار الحوثي وخذلان إخوان الشرعية

الجمعة 23 إبريل 2021 01:41:00
جبهة مأرب الملتهبة.. بين الانتحار الحوثي وخذلان إخوان الشرعية

تجذب تطورات الميدان في جبهة مأرب، الأنظار إلى المعركة المستعرة هناك، والتي تحرّكت إليها المليشيات الحوثية الإرهابية، بعد خيانة مارستها مليشيا الشرعية "الإخوانية" التي تركت القبائل تجابه مساعي التمدّد الحوثية وحدها.

وعلى الرغم من العتاد الكبير الذي يزج به الحوثيون عملًا على حسم المعركة والسيطرة على الجبهة دفعًا نحو تغيير دفة الكثير من الأمور، فإنّهم لم يستطيعوا حتى الآن حسم الأمر بشكل كامل.

المليشيات الحوثية من أجل إنهاء المعركة لصالحها تتبع أسلوب الأمواج البشرية، وهي سياسة تعرّفها صحيفة العرب اللندنية بأنّها تقوم على الدفع بموجات متتالية من المقاتلين، من أجل أن يساهم هذا التحشيد المستمر والمتواصل في حسم المعركة لصالح المليشيات.

لكن في الوقت نفسه، فإنّ السياسة التي يتبعها الحوثيون قد تكون مكلفة للغاية على صعيد الخسائر البشرية، لا سيّما أنّها تتضمّن الاعتماد على عناصر غير مدربين بشكل جيد لكن مؤدلجين عقائديًّا ودينيًّا.

واجتاحت المليشيات الحوثية جبهة مأرب قبل أشهر، وذلك بعدما أفسحت لها المليشيات الإخوانية المجال للتمدّد على الأرض، وذلك في إطار مسلسل خيانات وتآمر هذا الفصيل المسيطر على معسكر الشرعية، ولا يولي أي اهتمام بالحرب على الحوثيين.

وأجرت المليشيات الحوثية اتصالات مكثفة مع قيادات القبائل على مدار الفترات الماضية، لإقناعهم بعدم الانخراط في هذه المواجهة، أملًا من الحوثيين في أن يُحكموا قبضتهم على هذه المنطقة عبر تنسيق مع إخوان الشرعية.

مساعي الحوثيين في هذا الإطار باءت بالفشل وذلك بعدما أصرّ رجال القبائل على الزود عن أراضيهم حتى الرمق الأخير، وهو ما حال دون تمكّن المليشيات المدعومة من إيران من إحكام قبضتها على الأرض.

لكن في الوقت نفسه، فإنّ هناك قبائل أخرى اشترى ولاءها الإخوان، وقد رفضت الانخراط في مواجهة الحوثيين، وقد قرروا عدم تحويل أراضيهم إلى ساحة مواجهة مفتوحة مع المليشيات المدعومة من إيران، وذلك بعد تفاهمات مشتركة جرى التوصل إليها.

تكشف كل هذه التطورات على الأرض مدى التعقيدات التي تُخيِّم بظلالها على جبهة مأرب، في وقتٍ لا يمكن فيه التكهن بما يمكن أن تسفر عنه هذه الأمور الملتهبة، على الأقل في الوقت الراهن.