تبادل الأسرى.. حبل سري يربط بين الحوثي والإخوان
تتصاعد وتيرة التعاون والتنسيق بين المليشيات الحوثية الإرهابية ونظيرتها الإخوانية خلال الأيام الماضية وذلك تماشيا مع استمرار تقدم العناصر المدعومة من إيران إلى جبهة مأرب، وبدا من الواضح أن عمليات تبادل الأسرى التي يجري فضحها بالرغم من سريتها بين الحين والآخر هي بمثابة حبل سري يربط بين الطرفين.
تؤشر عمليات تبادل الأسرى السرية على حجم التعاون والتنسيق بين الطرفين، لأنها تجري بعيدا عن أنظار المؤسسات الدولية التي دائما ما تكون وسيطا ضامنا لعمليات التبادل حال كانت بين طرفين معاديين لبعضهما البعض، لكن الأمر يختلف بشكل كلي في علاقة الحوثي بالإخوان، لأن الاتصالات السرية المستمرة بين الطرفين ينتج عنها إطلاق سراح المعتقلين من الجانبين دون الحاجة إلى تدخل دولي.
ما جرى الكشف عنه في مأرب بشأن إفراج مليشيات الإخوان عن 22 متعقلا حوثيا في سجون الشرعية الإخوانية في الوقت الذي تخوض فيه قبائل مأرب معارك ضارية ضد العناصر المدعومة من إيران يؤكد على أن خيانة الشرعية وصلت إلى مستويات لم يعد مقبولا السكوت عليها أو تمريرها، وأن التعامل مع هذه المليشيات على أنها طرف معاد عدَ أمرا مطلوبا ومهما من قبل التحالف العربي في الوقت الحالي.
تشكل عمليات تبادل الأسرى المستمرة بين الطرفين خطرا داهما، لأن ذلك يبرهن على أن الطرفين لديهما الرغبة في التعايش معا واستمرار جرائمهم بحق الأبرياء أطول فترة ممكنة من دون أن يكون هناك صراع عسكري مباشر بينهما، وأن أحاديث الشرعية الإخوانية عن مواجهة المليشيات الحوثية ستظل مجرد أكاذيب تروج لها في وسائل إعلامها لخدعة التحالف العربي وتنفيذ مخططات معادية تسعى لعرقلة جهود التحالف نحو الحل السياسي.
كما أن هذا التعاون موجه بالأساس ضد الجنوب الذي يجابه هذا السرطان الثنائي واستطاع أن يلحق هزائم عديدة بالطرفين في ظل التنسيق والتعاون المشترك بينهما لعداء الجنوب والتصعيد ضده على أكثر من جبهة في آن واحد، تحديدا وأن التعاون بين الطرفين في مأرب يخدم مباشرة وصول العناصر الحوثية إلى الجنوب من خلال حضرموت التي تخضع لسلطة الإخوان الغاشمة.
بينما تخوض قبائل مأرب حربًا للدفاع عن أرضها في مواجهة الحوثيين المدعومين بآلة الحرب الإيرانية، تعقد الشرعية الإخوانية الصفقات السرية مع عناصر المليشيا، وعلى غرار جميع الصفقات الثنائية، فضحت المليشيا الإرهابية تحرير 22 من عناصرها لدى الشرعية الإخوانية في مأرب.
ودأبت قيادات الشرعية الإخوانية على كتمان عمليات تبادل الأسرى، لنفي أي اتصالات مباشرة مع المليشيات الحوثية الإرهابية، بينما تؤكد مصداقية الواقعة بالصمت عليها والحرص على عدم نفيها.
وقبل شهر تقريبا، بادرت مليشيا الإخوان الإرهابية، التابعة لحكومة الشرعية في محافظة تعز، بإعلان استعدادها إطلاق سراح كافة الأسرى الحوثيين في سجونها، بدعوى منع انتشار فيروس كورونا، وعرض المدعو ضياء الحق الأهدل، أحد أبرز قادة مليشيا حزب الإصلاح الإخواني في محافظة تعز، والذي لايشغل أي منصب رسمي، على مليشيا الحوثي إطلق سراح عناصرها.
وبات واضحًا أنّ إطلاق سراح الأسرى يظل أحد علامات التقارب التي تجمع بين هذين الفصيلين، وقد ازدادت هذه الصفقات بشكل كبير طوال الفترات الماضية.
وخلال شهر يناير الماضي، أعلنت مليشيا الحوثي الإرهابية، تحرير خمسة من عناصرها لدى نظام الشرعية في محافظة مأرب، وتكتمت المليشيات الإخوانية على تفاصيل العملية، والمقابل في تحرير خمسة عناصر حوثيين كمحاولة للتعتيم على علاقاتها المباشرة بالمليشيات المدعومة من إيران.
